تهم وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بكين بـ «ترهيب» الدول المجاورة، من خلال نشرها منظومات دفاعية متطورة في جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، محذراً من أن واشنطن «ستنافس بقوة» إن اقتضت الحاجة. لكن بكين دافعت عن «حق سيادي وقانوني في نشر جيشها وأسلحتها» في أراض تعتبر أنها تابعة لها. وكان سلاح الجوّ الصيني أرسل الشهر الماضي قاذفات إلى جزر وتكوينات مرجانية متنازع عليها في البحر، في إطار تدريبات، ما أثار مخاوف لدى فيتنام والفيليبين. وقال ماتيس إن بكين نشرت أسلحة، بينها بطاريات صواريخ مضادة للسفن والطائرات وصواريخ أرض-جو، وكذلك أنظمة تشويش إلكترونية، على جزر اصطناعية في البحر الجنوبي، شيّدت عليها منشآت عسكرية. وأضاف أن الصين نشرت أيضاً قاذفات على جزيرة «وودي» في أرخبيل «باراسيل». وأضاف في خطاب ألقاه أمام منتدى «حوار شانغريلا» في سنغافورة: «إن نشر هذه الأسلحة مرتبط في شكل مباشر بالاستخدام العسكري، لأغراض الترهيب والإكراه، على رغم مزاعم الصين التي تقول العكس». وشنّ ماتيس الذي سيزور بكين هذا الشهر، هجوماً على الرئيس الصيني شي جينبينغ، معتبراً أن لم يلتزم وعداً قطعه في البيت الأبيض عام 2015، بألا تعسكر بكين جزيرة «وودي». وتابع: «سياسة الصين في البحر الجنوبي تتناقض بشدة مع الانفتاح الذي تستند إليه استراتيجيتنا، وتثير تساؤلات في شأن أهدافها الأشمل. ستواصل الولايات المتحدة السعي إلى علاقة بنّاءة مع الصين، تركّز على تحقيق نتائج، وسيكون التعاون قدر الإمكان هو الهدف وسننافس بقوة عندما يجب علينا ذلك. ونقرّ طبعاً بأن للصين دوراً في أي نظام مستدام في المنطقة». وشدد ماتيس على أن واشنطن تؤيّد حلاً سلمياً للنزاعات «وتجارة واستثمارات حرة وعادلة ومتبادلة» والتزام القواعد والمعايير الدولية. ووصف سحب «البنتاغون» الأسبوع الماضي دعوة إلى الصين للمشاركة في مناورات بحرية في المحيط الهادئ، بأنه «ردّ أولي»، وتابع: «هناك عواقب أكبر بكثير مستقبلاً، عندما تفقد الدول الوئام مع جيرانها». وأضاف في إشارة إلى الصينيين: «يعتقدون بأن تراكم الديون الهائلة على جيرانهم وإزالة حرية العمل السياسي نوعاً ما، هما الطريق للحوار معهم. في نهاية الأمر هذه الأمور لا تثمر». في المقابل علّق الجنرال هي لي، نائب رئيس أكاديمية العلوم العسكرية التابعة للجيش الصيني، مؤكداً أن الجزر أراض صينية، ورافضاً «قبول تصريحات غير مسؤولة صادرة عن دول أخرى». وأضاف: «لدى الصين حق سيادي وقانوني في نشر جيشها وأسلحتها هناك. نعتبر محاولة أي دولة أخرى إثارة بلبلة حول الأمر، تدخلاً في شؤوننا الداخلية». وشدد على أن هدف بلاده هو «الدفاع»، محذراً من أنها ستتخذ «إجراءات صارمة» إذا أرسلت دول أخرى سفناً ومقاتلات إلى مناطق قريبة من الجزر التي تعتبرها بكين تابعة لها في البحر الجنوبي. شارك المقال
مشاركة :