كعك العيد.. فرحة تلمع في عيون المصريين

  • 6/15/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج» ترفع البيوت المصرية حالة الاستعداد القصوى مع اقتراب موعد عيد الفطر المبارك، لصناعة الكعك الذي يعد أحد أشهر الطقوس والعادات المصرية احتفالاً بهذه المناسبة.وتعلن المخابز البلدية حالة الطوارئ في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، استعداداً لاستقبال طلبات تسوية الكعك، الذي يتم تجهيزه في البيوت، بمشاركة لافتة من الأطفال، الذي يشاركون في نقشه بمختلف الأشكال، قبل أن يحمله الصبية في صوان كبيرة إلى المخابز لتسويته، وسط أجواء من البهجة، وبخاصة في الأحياء الشعبية، التي يفضل كثير من قاطنيها الكعك المنزلي، نظراً لانخفاض تكلفته مقارنة بالأنواع الجاهزة التي تباع في المحال التجارية، والتي قفزت أسعارها إلى أرقام مفزعة هذا العام، ما دفع أغلبية الأسر إلى العودة إلى ذلك الطقس الاجتماعي، الذي تذهب كثير من الدراسات إلى أنه طقس فرعوني بامتياز، يصل تاريخه إلى نحو خمسة آلاف عام.وتشير العديد من الدراسات إلى أن زوجات ملوك الفراعنة هن أول من صنعوا الكعك، وحرصن على تقديمه للكهنة القائمين على حراسة هرم خوفو في يوم تعامد الشمس على حجرة الملك، حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يتقنون صنعه بأشكال مختلفة، وصلت إلى نحو مئة شكل، يتم نقشها بأشكال متعددة. وتدلل هذه الدراسات على ذلك، بالنقوش التي وجدت في فترة سابقة على مقبرة الوزير «خميرع» أحد وزراء الأسرة الثامنة عشرة، والتي توضح أن المصريين عرفوا الكعك، وكانوا يصنعونه على شكل أقراص كتميمة ل«الإله ست» باعتبار ذلك من التمائم التي تفتح للميت أبواب الجنة.كان الكعك الفرعوني القديم يصنع من عسل النحل المخلوط بالسمن، ويقلب على النار ثم يضاف إليه الدقيق، ويقلب حتى يتحول إلى عجين يسهل تشكيله، قبل أن يرص على ألواح، ويوضع في الأفران، بالطريقة نفسها التي تقترب كثيراً من الطريقة التي صنع بها الطولونيون الكعك بعد ذلك، حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها «كل واشكر»، لتتحول إلى أحد أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.وتروي كتب الأثر أن وزير الدولة الاخشيدية أبو بكر محمد بن علي المادراني، أمر بصناعته في قصره، وطلب حشوه بالدنانير الذهبية، وتوزيعه على المصريين بعد صلاة العيد، من خلال «دار الفقراء»، حيث كان يتم عرض الكعك على مائدة يصل طولها إلى مئتي متر، ليتناول المصلون منها ما شاؤوا من الكعك الشهي قبل عودتهم إلى منازلهم، قبل أن يتطور الأمر في عهد الدولة الفاطمية، بتخصيص مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك العيد، عبر مصانع الحلوى التي كانت تتفرغ لصنعه بداية من منتصف شهر رجب من كل عام، لتملأ به مخازن السلطان ويوزع في عيد الفطر.

مشاركة :