بدأت وزارة التربية والتعليم قبل خمس سنوات في تطبيق المختبرات الافتراضية ضمن التحوّل التكنولوجي الباهر، وخطت الوزارة بعد ذلك خطوة متقدمة عندما عممت فكرة المختبرات الافتراضية على المدارس الثانوية، حيث يستعين المعلمون في دروس العلوم والرياضيات بإجراء بعض التجارب العلمية التي تعزز الدرس وتوصل المعلومة وفكرة الموضوع للطلاب بصورة مباشرة، ولكن أحيانًا يصعب على المعلمين تنفيذ بعض التجارب لخطورتها، لذا يساهم مشروع المختبرات الافتراضية (لمادتي العلوم والرياضيات) الذي يمكّن الطلبة من إجراء تجارب مادّتي الكيمياء والفيزياء من خلال الحاسب الآلي من دون الحاجة إلى تنفيذها بشكل حيّ، مما يتيح المجال لتنفيذ تجارب عديدة يتطلّب تنفيذها أدوات باهظة الثمن واستخدام موادّ غير آمنة، وبعد سنوات من هذا التطبيق العملي من الواضح أن لهذه الخطوة فوائد ونتائج كبيرة، نستطلع بعضها من خلال المقابلات التالية: تقول الأستاذة مريم الخاجة المديرة المساعدة لمدرسة الاستقلال الثانوية للبنات إن المختبرات الافتراضية تثري إبداعات الطلبة، ويأتي هذا المشروع ضمن خطة مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل للمحتوى الإلكتروني، والذي يهدف إلى تحسين أداء المدارس، وما يتطلّبه من تحسين في البيئة المدرسية وتطوير طرق التدريس، وتعزيز الجانب التطبيقي في المقرّرات العملية، والذي يعدّ تعزيزًا للمعامل والمختبرات وتطويرًا لأدائها، مضيفة أن المدرسة نظمت العديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة لهذا المشروع، وأبرزها مسابقة المختبرات الافتراضية للعلوم والرياضيات «معًا نبتكر» بمشاركة 14 مدرسة ثانوية. تشويق وإبداع وعن كيفية تطبيق المشروع في الصف أكدت الأستاذة فاتن الشيخ معلمة فيزياء بالمدرسة أن هذا المشروع يضفي الكثير من التشويق والإبداع والابتكار خلال الدرس، كما يسهل على الطالبات إجراء كافة أنواع التجارب العلمية بصورة افتراضية آمنة خصوصا في درس الفيزياء، والذي يتطلب العديد من التجارب التي تثبت الفرضيات والنظريات. ابتكار وتخيل وقالت الطالبة منال توفيق إن هذا المشروع ساعدها على الابتكار والتخيل، كما يرفع معدل الأمان والسلامة في أثناء إجراء التجارب العلمية، كما أنها تختصر الكثير من الوقت والجهد، وأكدت زميلتها زهراء العرادي على أن البرامج والتطبيقات المصاحبة للمشروع تسهل عليها تطبيق العديد من التجارب في مادة الرياضيات التي تعتبر من المواد التي تحتاج إلى تركيز وانتباه. والجدير بالذكر أن تطبيق المختبرات الافتراضية (أنظمة المحاكاة لمادتي العلوم والرياضيات) يحقق الفاعلية التعليمية، وذلك من خلال تقليل التكاليف الخاصة بالمختبرات وزيادة فرص التعلم للطالب من خلال تعزيز قدرته على تنفيذ تجارب الكيمياء والفيزياء بنفسه، حيث تم تركيب برمجيات المختبرات الافتراضية على أجهزة معمل الحاسب الآلي بمختبرات العلوم وأجهزة الحاسب الآلي المحمول للمدرسين في المدارس الثانوية، بحيث يمكن للطالب أن يطبق بنفسه التجارب الخاصة بالمناهج ومشاهدته للنتائج، وهكذا نكون قـد وفــرنا معملا خاصا بكل طالب، كمــا يرفـع مـن معــدلات الأمان، إذ يتجـنب الطلاب استخدام المواد الخطرة والتي قد يكـون لهــا تأثـيرات ضـارة بالطالب.