تحية شكر وتقدير للمعلمين السعوديين الموفدين في مدارسنا

  • 6/17/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مع انتهاء كل عام دراسي ومع اقتراب انتهاء فترة إيفاد عدد من الأساتذة والتربويين والمشرفين والاختصاصيين السعوديين الذين قضوا أربعة أعوام في المدارس الحكومية بمملكة البحرين يربون ويعلمون أبناءنا الطلبة في مختلف المراحل التعليمية والتخصصات، نقول لهم: شكراً عدد قطرات المطر لما قدمتموه من عطاء متميز وجهود مضنية في خدمة أبنائنا الطلبة ودعم وإثراء العملية التعليمية في مدارسنا بما تميزتم به من فكر وثقافة وتفان في العمل وقيم حميدة تركتموها في نفوسنا وفي نفوس أبنائنا ومهما عبرنا لكم عن شكرنا وتقديرنا لا نوفيهم حقكم. جهود المعلمين والتربويين السعوديين كان لها الأثر الكبير في دعم مسيرة التعليم في البحرين، فهي تجربة غنية بالإبداع وإثراء الميدان التربوي في مدارسنا فهم يمثلون نموذجاً مشرفاً للتعاون والتكامل بين المملكتين الشقيقتين، ومما لا شك فيه أن المملكة العربية السعودية تسهم بشكل كبير في دعم البحرين في مجالات التعليم وبناء المدارس والمرافق وتطوير المناهج وإيفاد المعلمين ذوي الخبرة والشهادات العليا للتدريس في المدارس الحكومية على نفقتها الخاصة، بالإضافة إلى فتح الباب للطلبة البحرينيين للالتحاق بالدراسة في الجامعات السعودية في كليات الطب والهندسة والتربية والشريعة والقانون وغيرها من التخصصات، ولا ننسى الدعم الذي تقدمه الشقيقة الكبرى للبحرين في مجالات مختلفة كالشراكة في مجال الأمن والدفاع ودعم مشاريع البنى التحتية ودعم مشاريع الإسكان والتعاون في مجال النفط والطاقة والمواصلات.. هذا التعاون يعكس متانة العلاقة الأخوية والتاريخية التي تربط بين البلدين اللذين تجمعهما وشائج راسخة وعميقة منذ قدم التاريخ لتثمر بالخير والعطاء والاستثمار المشترك في تنمية ونهضة المواطن الخليجي. كتب الأستاذ الفاضل منصور بن عبدالله الزهراني أحد المعلمين السعوديين الذي قرب وقت انتهاء فترة إيفاده للعمل في مدارس البحرين مقالاً جميلاً بعنوان «وداعاً بلد الكرام ومهد السلام»، يشكر ويثني على البحرين وقيادتها وشعبها الذي استضافه مدة أربع سنوات قضاها في خدمة أبنائنا الطلبة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سمو الأخلاق التي يتمتع بها المعلمون السعوديون إخوة لنا عشنا معهم أجمل اللحظات في مجال العمل أو خارجه، كانوا خير سفراء لبلادهم بأخلاقهم الحميدة وقيم المحبة وحسن المعشر، وهذا ليس بغريب على أبناء المملكة فمواقفهم المشرفة مع البحرين وشعبها لا ينكرها إلا جاحد، ومواقف قادتها نقطة فارقة في تاريخ البحرين القديم والحديث وهذه المسيرة المباركة من التعاون بين الأشقاء جعلتنا بلدين في جسد واحد نكمل بعضنا بعضاً ونتطلع الى المستقبل المشرق معاً بمباركة قادتنا حفظهم الله وسدد على طريق الخير خطاهم. وما لفت نظري في مقال الأستاذ منصور الزهراني هذه العبارات الجميلة: قبل بداية الإيفاد إلى مملكة البحرين قال لي أحد الزملاء الأفاضل ممن سبقني للإيفاد إليها: «البحرين حبيبة.. تدخلها تبكي وتخرج منها تبكي».. لم أكترث لمقولته كثيراً وظننت أنه مبالغ ولكن ما حدث معي هو تماماً ما قاله لي بالحرف الواحد. إن انتهاء فترة إيفادي لدى مملكة البحرين لا يعني بأي حال من الأحوال قطع وصال المحبة ولا يعني رمي الذكريات في غياهب النسيان، فللجميع في القلب منزلة خاصة وفي الروح مرتبة سامقة ومكانة عالية، فمن دخل الروح يوماً سكن بها دوماً.. فوداعاً بلد الكرام ومهد السلام، لقد حان وقت الرحيل وبداية حياة جديدة». هذه المعاني الجميلة الصادقة النابعة من قلب معلم ومربّ سعودي لهي دلالة على صدق المشاعر تجاه البحرين وشعبها وقيادتها من شعب المملكة العربية السعودية وقيادتها، ونحن -كما قال صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه- لعله من الضروري أن نتوجه بالشكر والتقدير لأشقائنا على ما قدموه ويقدمونه من برامج الدعم، التي هي خير معين لنا في استمرار مشاريع التنمية والتطوير. ونؤكد في هذا السياق أن ما يقدمه الأشقاء من دعم مستمر لتحقيق الاستدامة في استقلالية اقتصادنا الوطني لهو دَينٌ في أعناقنا لن ننسى فضله، وكما قال الله عز وجل «وَلاَ تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ». هذه القيم الرفيعة نتعلمها من قائد مسيرتنا المباركة الملك المفدى -حفظه الله ورعاه- في حفظ الجميل لأشقائنا الخليجيين وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة لما يقدمونه من دعم منقطع النظير للبحرين وشعبها ودعم نمائها واستقرارها. اليوم نودع عددا من زملائنا وإخواننا المعلمين السعوديين الذين تركوا خلفهم بصمات مشرفة في نفوسنا جميعاً، وسيأتي أساتذة أفاضل جدد يكملون هذه المسيرة المباركة يسيرون على نفس النهج لينهل من علمهم وقيمهم أبناء لنا في مدارسنا، ويستمر العطاء في هذه الرسالة التربوية والتعليمية السامية بين البلدين الشقيقين ويستمر التعاون والتكامل بين البلدين بروح المحبة والإخاء لبناء مستقبل مشرق لأبنائنا. ولا ننسى كذلك الأساتذة والمعلمين والمربين من الأشقاء العرب الذين أثروا الحركة التعليمية في البحرين منذ بدأ التعليم النظامي قبل ما يقارب 100 عام حتى يومنا هذا.. فللجميع الشكر والثناء التقدير والإجلال، فالمعلم يؤدي أعظم رسالة في هذا الوجود ومهما فعلنا فلن نوفي هؤلاء حقهم.

مشاركة :