قال سعادة فكرت أوزر -سفير الجمهورية التركية لدى الدولة- إن وزارة الخارجية وباقي السلطات القطرية قدّمت جميع التسهيلات الممكنة لنجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي بدأت أمس على مستوى السفارة. مشيراً إلى أن استطلاعات الرأي تتوقع فوز الرئيس أردوغان بالاستحقاق الرئاسي، على خلاف ما تطمح إليه دول الحصار التي تشنّ حملة مقاطعة للاقتصاد التركي لمحاولة التأثير على نتائج الانتخابات. وأشاد سعادته في حوار مع «العرب» بدعم الدوحة لأنقرة في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية. لافتاً إلى أن البلدين يواجهان التحديات ذاتها من الأطراف نفسها التي تحاول ضرب الاستقرار السياسي والاقتصادي لكلا البلدين.. وتفاصيل أخرى في نص الحوار التالي:ما أهمية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الحالية بالنسبة للديمقراطية التركية؟ ¶ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية هي انتخابات «التحول التاريخي» للجمهورية التركية، وتأتي طبقاً لنتائج الاستفتاء الدستوري العام الماضي الذي ينص على بداية تنفيذ التعديلات بعد أول انتخابات عامة للرئيس والبرلمان المقبل. ووفقاً لنتائج الانتخابات، سيبدأ تنفيذ التعديلات التي تسمح بإقرار النظام الرئاسي، وتعيين حكومة وبرلمان جديدين. كم عدد المواطنين الأتراك المعنيين بالانتخابات في الدوحة؟ ¶ لدينا 8 آلاف مواطن تركي مقيم في الدوحة، بينهم 3 آلاف مسجل في القوائم الانتخابية، سيدلون بأصواتهم على مدار يومين. هل هناك مراقبون للانتخابات عن كل مرشح للانتخابات الرئاسية؟ ¶ وفقاً لنظام الانتخابات، يجري تأسيس لجان انتخابية على مستوى السفارات والممثليات الدبلوماسية المعتمدة خارج تركيا. ويرأس سفير تركيا في كل دولة اللجان الانتخابية المكونة أيضاً من موظفين بالسفارات والممثليات الدبلوماسية، وممثلي الأحزاب التركية الذي يسهرون على نزاهة العملية الانتخابية. هل تتوقعون أن يفرز الصندوق اسم الرئيس المقبل من الدور الأول؟ ¶ الانتخابات الرئاسية ستُجرى على مرحلتين. وفي حال فوز أي من المرشحين الثمانية بنسبة تفوق 50 % من الأصوات، فسيُعلن رئيساً للجمهورية التركية يوم 24 يونيو الحالي، دون الحاجة إلى المرور للدور الثاني. وإن عجز أي مرشح عن ضمان نسبة 50+1 % من الأصوات، يخوض الفائز الأول والثاني بأكبر عدد الأصوات الدور الثاني والفاصل يوم 8 يوليو المقبل. ما توقعات استطلاعات الرأي بخصوص انتخاب الرئيس المقبل؟ ¶ استطلاعات الرأي تتوقع في غالبيتها فوز الرئيس رجب طيب أردوغان. والصندوق له الكلمة الأخيرة والفاصلة طبعاً. ونثق أن الشعب التركي سيتخذ القرار الصحيح في هذه الانتخابات. ما تعليقكم على رهان دول الحصار على سقوط أردوغان في الانتخابات؟ ¶ الدول لا تستطيع السيطرة على قناعات الناس. والمياه ستسير في مجراها الطبيعي. كيف ترون تعاون السلطات القطرية في تنظيم الموعد الانتخابي؟ ¶ بدأنا التحضير للانتخابات قبل شهرين. ومنذ البداية، قدّمت لنا السلطات القطرية أقصى التسهيلات الممكنة، بدءاً من تسهيل عملية نقل التجهيزات، وتوفير باصات لنقل المواطنين الأتراك داخل المنطقة الدبلوماسية في يوم إجازة. وأنا ممتن وشاكر جداً لدعم السلطات القطرية ووزارة الخارجية لإنجاح الانتخابات التي تمثّل عيداً ثانياً للمواطنين الأتراك بالتزامن مع عيد الفطر المبارك. ما مدى تأثير الظرف الصعب التي يمر به الاقتصاد التركي وتراجع الليرة التركية على نتائج الانتخابات؟ ¶ في الواقع، تراجع الليرة التركية لا يعني تراجع الاقتصاد التركي. فخلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي، أبان الاقتصاد التركي عن مؤشرات إيجابية لنسب النمو. ولكن بعد الإعلان عن انتخابات رئاسية ونيابية مسبقة، تحرك كيان ما وضغط على الزر لبدء ضغوطات ضد تركيا. وسبق لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن أشار إلى وجود دولتين متورطتين وتقفان خلف ما يحدث، إحداها باتت معروفة والأخرى لم يُكشف عنها في الوقت الراهن. لكن بالتأكيد ستنكشف يوماً ما. وقطر شهدت سيناريو مماثلاً، وكشفت لاحقاً عن أسماء دول حاولت العبث بالريال القطري وممارسة ضغوطات على اقتصادها. هل لمستم دعماً قطرياً لمواجهة الظرف الاقتصادي الصعب؟ ¶ قطر فتحت أسواقها أمام الاستثمارات التركية، ودفعت رجال الأعمال القطريين للاستثمار في تركيا. وبين البلدين اتفاقيات تعاون سياسي واقتصادي. ويكفي أن قطر أول بلد وقف مع تركيا ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة. وما أود قوله أن كلا البلدين مستهدفان بحملات سياسية واقتصادية من الأطراف ذاتها، وهما يعملان معاً لمواجهة تلك التحديات. كيف ترون إقبال السياح القطريين على تركيا مع بداية موسم الإجازات الصيفية؟ ¶ القطريون مثل الكويتيين والعمانيين يعتبرون تركيا بلدهم الثاني. وطلبات التأشيرة في ارتفاع مضطرد، ويكفي أن نشير إلى زيارة بنسبة 50 % هذا العام من قبل السياح القطريين، ونتوقع تسجيل 70 ألف سائح قطري العام الحالي، مقابل 45 ألف العام الماضي. كما أن الخطوط القطرية فتحت 4 خطوط جديدة نحو أنطاليا، وأدانا، وأنطاكيا، وبودروم. في اليوم الأول من الاقتراع إقبال لافت لأبناء الجالية التركية بدأ أمس نحو 3 آلاف مواطن تركي مقيم في الدوحة الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأهم في تاريخ بلادهم، والتي ستشهد انتقال البلاد إلى النظام الرئاسي، عقب الاستفتاء الدستوري. وقال سعادة فكرت أوزر، سفير الجمهورية التركية في تصريح لـ «العرب»، إن اليوم الأول من الانتخابات شهد إقبالاً جيداً لأبناء الجالية التركية المقيمة في تركيا، متوقعاً تحقيق إقبال قياسي بنهاية اليوم الأحد. وفي حدود الساعة التاسعة صباحاً، فتحت السفارة التركية بالدوحة أبوابها أمام المواطنين الأتراك، الذين بدأوا بالتوافد تدريجياً لاختيار مرشحهم المفضل في انتخابات الرئاسة، من بين ثماني مرشحين، يتقدمهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان. ورصدت «العرب» في حدود الساعة الحادية عشرة زيادة إقبال المواطنين الأتراك الذين وقفوا في طوابير أمام مدخل بهو السفارة، في انتظار دورهم لأداء واجبهم الانتخابي، برغم حرارة الطقس التي بلغت 41 درجة. وخيم الهدوء والتنظيم المحكم على سير العملية الانتخابية، حيث خصصت اللجنة الانتخابية التي يرأسها سعادة فكرت أوزر، السفير التركي لدى الدوحة، ثلاثة مكاتب في بهو مقر السفارة، للسماح للمواطنين الأتراك بأداء واجبهم الانتخابي في زمن قياسي. ويأتي تصويت الجالية التركية في قطر، بالتزامن مع انطلاق عملية التصويت خارج تركيا حتى 19 يونيو الجاري، بمشاركة أكثر من 3 ملايين ناخب، عبر 123 مركزاً انتخابياً، في 60 دولة. في حين، تُجرى الانتخابات داخل تركيا 24 يونيو الجاري، ويتنافس في الانتخابات الرئاسية ثمانية مرشحين، أبرزهم: الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، بينما تتنافس ثمانية أحزاب في الانتخابات البرلمانية.;
مشاركة :