الاستثمار في كوريا الشمالية مغامرة محفوفة بالمخاطر

  • 6/18/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيونغ يانغ-أ ف ب: سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إغراء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بالاستثمارات الأجنبية خلال قمتهما في سنغافورة، لكن المحللين يؤكدون أن قلة قليلة قد ترغب بالمخاطرة بأموالها في بلد يعد بين بيئات الأعمال التجارية الأكثر خطورة على مستوى العالم. وعرض الرئيس الأمريكي على كيم تسجيلا مصورا يظهر أضواء براقة وقطارات سريعة وأبراجا شاهقة تعكس المستقبل الذي قد يكون بانتظار الدولة المسلحة نوويا في حال تخلت عن برامج التسلح. وتشير الأصوات المتفائلة إلى أن لدى بيونج يانج إمكانات ضخمة نظرا لثرواتها المعدنية وعمالتها الرخيصة وموقعها الجغرافي. لكن تاريخ الشركات الأجنبية التي حاولت بدء عمليات في البلد المنعزل والفقير غير مشجع. فالقوانين التي تتغير بلمح البصر والفواتير التي لا تدفع إطلاقا وخطر مصادرة الممتلكات تخيم على الأجانب الذين قد يتجرأون على دخول إحدى أكثر وجهات الاستثمار المجهولة في العالم. وتطبق حاليا عشرات القيود بموجب حزم العقوبات العديدة التي فرضت على كوريا الشمالية جراء طموحاتها النووية. ويمنع مجلس الأمن الدولي المشاريع المشتركة في حين يحظر الاتحاد الأوروبي إجراء تحويلات مالية تتجاوز قيمتها 5000 يورو في وقت تعني القواعد الأمريكية أن المصارف الدولية لن تميل للسماح بأي تعاملات مالية لدرجة تصعب حتى على المنظمات الإنسانية تمويل أنشطتها. وحتى لو تم رفع العقوبات، فهناك تحديات كبرى تواجه القيام بأعمال تجارية في كوريا الشمالية حيث البنى التحتية فقيرة والفساد متفش، بحسب محللين. ووفقا لمصدر دبلوماسي في بيونج يانج، فإن «الضمانات القانونية للأعمال التجارية ضعيفة للغاية». وخلال فترة «سياسة الشمس المشرقة» التي شهدت انفراجا في العلاقات بين الشطرين الشمالي والجنوبي، استثمرت مجموعة «هيونداي» الكورية الجنوبية مئات ملايين الدولارات في منتجع سياحي ليتمكن الكوريون الجنوبيون من زيارة جبل كومغانغ ذي الطبيعة الخلابة. لكن الزيارات توقفت فجأة عندما قتل جندي كوري شمالي امرأة من الشطر الجنوبي ضلت الطريق ودخلت منطقة محظورة. وأسست شركات كورية جنوبية عدة عمليات في «مجمع كايسونغ الصناعي»، وهو مشروع مشترك وظفت فيه عمالة كورية شمالية رخيصة. لكن سيول أغلقته لاحقا في 2016 على خلفية برامج بيونج يانج التسلحية. واستثمرت شركة «أوراسكوم» مئات ملايين الدولارات لتأسيس أول شبكة اتصالات خليوية في كوريا الشمالية أطلق عليها «كوريولينك». لكن الحكومة أطلقت مشغلا منافسا خاصا بها. والعام الماضي، تخلت شركة «لافارج هولسيم» العملاقة للبناء عن حصتها في مصنع إسمنت كوري شمالي مقابل مبلغ لم يتم كشفه ما عرضها لخسائر كبيرة. وقال مؤسس منظمة «تشوسون اكستشينج» غير الربحية التي تدرب أصحاب المشاريع وصانعي السياسات الاقتصادية في كوريا الشمالية جيفري سي إن «الإدارة ضعيفة وهناك نقص في المعلومات إضافة إلى وجود فجوات ثقافية هائلة مع الشركاء المحليين».

مشاركة :