one-man show مصطلح لم يكد يخرج عن نطاق الفن والاستعراض (عرض فردي) ويعني أن يقوم مقدم الأداء العلني كالكوميدي أو الراقص أو الموسيقي أو ممثل رواية مسرحية بكل الأدوار بنفسه، لا يُشاركه فيها أحد، ولهذا العمل والأداء العلني رواده ومحبوه في الغرب. لكن التعريف تحوّر في الحديث الشفهي وصار المصطلح يُطلق على مفاهيم إدارية واقتصادية وسياسية، فهو – أي المصطلح - يُطلق مجازا على الرجل الذي يسيطر على مؤسسة أو دائرة أو مشروع، ولا يسمح لغيره باتخاذ قرار دون تمريره عليه. ولديه أسباب قد تكون مقبولة لدى من تحته كأقدميته وفهمه للعمل وثقته الزائدة في ذاته، أو خوفا من متدرجين جدد أن يحلوا محله، أو أسبابا أخرى نفسية تعوّد عليها ولا يستطيع التخلص منها. وعلى العموم فالعلم الإداري لم يقل إنها عادة مذمومة بالكامل، ولكل مؤسسة أو إدارة ظروفها وسياسة تسيران عملها لما يُعتقد أنه يُوصل للهدف. وتمكن علم الاقتصاد وعلم الإدارة في العصر الحديث من تقسيم قيادات العمل إلى أنواع. وكل يوم تزداد تلك الأنواع فقال عن القيادة الشخصية، وغير الشخصية، والمتسلطة، والاستشارية، والأبوية، والجافة، والرسمية، وغير الرسمية، وكل قسم من القيادة له ميزاته. وقد جعل الله سبحانه في كل من الإنسان والحيوان طبيعتين متخالفتين: طبيعة القيادة، وطبيعة التبعية، فبعض الناس يولدون بطبيعة القيادة كما أن بعضهم يولدون بطبيعة التبعية، وكذلك في الحيوان ولذا نرى في الأطفال منذ الصغر أن بعضهم يقوم بإدارة دفة القيادة حتى في اللعب وبعضهم ينتظر من يقوده، وكذلك كثيراً ما يكونان من أبوين وينشآن في بيئة واحدة، وإذا انضم ذلك إلى الأمرين الآخرين اللذين عجز العلم عن إدراكهما، كما عجز عن إدراك ما ذكرناها من طبيعة القيادة والمقودية كانت أمور ثلاثة في هذا البعد. ومن علاقاتي مع البعض من الموظفين الجدد، وهم من الخريجين، في واحدة أو أكثر من شركات تعمل في الوطن وجدتُ أن العمل يتحوّل تدريجيا إلى كُره مُتبادَل، لكنه خَفِيّ من جانب الموظَّفين، ويفقدون شهيتهم في العمل، بل يحترسون من التحدُّث عن أمور الشركة وأحوالها، خشية أن يكون بينهم من ينقد شعورهم، وقد يرى بعضهم أن تحريكهم لطاولاتهم يتسبب في الإهانة للمدير فيمتنعون عن تحريكها. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :