حافظ البرغوثي الزحف الشرعي نحو الحديدة مدعوماً بقوات دولة الإمارات العربية المتحدة وطيران التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية، جاء بعد سلسلة من الانتصارات على المحاور لتضييق الخناق على الميليشيات الانقلابية في اليمن وسد الثغرة التي كانت تصل منها الأسلحة والعتاد ومكونات الصواريخ الباليستية إلى الانقلابيين وباتت تهدد المدن السعودية والملاحة في البحر الأحمر. بل وصار الانقلابيون يهددون بقصف دول آمنة أخرى مستقرة ولسان حال الانقلابيين يبشر بالمزيد من الخراب داخل اليمن وخارجه . لقد كان الطريق طويلاً نحو الحديدة ، لأن هناك طابوراً خامساً اختبأ لكي يمارس دوره التخريبي وتجيير المكاسب على الأرض لصالحه من أعوان الإخوان الذين عبثوا ببعض المناطق ، بعد تحريرها وتحويلها إلى ملاجئ مضطربة ووكرٍ للإرهابيين المنتشرين في بعض مناطق اليمن جنباً إلى جنب مع الانقلابيين . لذا ركزت قيادة التحالف والشرعية نحو تطهير جيوب الإرهابيين وحلفائهم واستنفدت كل الوسائل الدبلوماسية لإيجاد مخرج سياسي يجنب اليمن المزيد من الحرب ، لكن الحوثيين وداعميهم أرادوها حرباً ودماراً وعرقلوا مساعي المبعوثين الدوليين ورفضوا الحلول والقرارات الدولية . فمنذ البدء كانت قوات دولة الإمارات في الميدان إلى جانب الشعب اليمني لتجنيبه ويلات الحرب ومساعدته على النهوض وتوفير الكهرباء والمستشفيات والماء والكهرباء ودعم قوات الشرعية في الميدان وتدريبها . وقدمت الإمارات إغاثة لحوالي 8 ملايين مواطن يمني بحجم مساعدات فاق 2,5 مليار دولار خلال 3 سنوات على شكل إغاثة ومعدات مدنية وبنية تحتية ، وظلت مدينة الحديدة بعيدة عن القتال لأنها المنفذ البحري الذي تمر منه المساعدات الدولية لإغاثة الشعب اليمني، لكن الحوثيين اتخذوه ميناءً لتهريب السلاح والعتاد لإطالة أمد الحرب ولنهب المساعدات الدولية التي تصل من خلاله . وفي الواقع فإن معركة الحديدة بدأت منذ مطلع العام، نظراً لحرص قوات التحالف والشرعية والمقاومة الشعبية على تجنيب الميناء والسكان الضرر ، فبالنسبة للحوثيين فإن استخدام المدنيين كدروع بشرية وتجنيد الأطفال هو أمر عادي، فالانقلابيون لا يقيمون وزناً للمشاعر الإنسانية وقوانين الحرب ، لذا طال أمد معركة الحديدة بتطهير البلدات المحيطة رويداً، أثناء الزحف لتفادي إصابة المدنيين وتحريرهم من عبودية الحوثيين الذين اتخذوا في الواقع من الحديدة درعاً بشرية. معركة الحديدة أو»النصر الذهبي» لها ما بعدها، رغم محاولات البعض دعم الحوثيين دبلوماسياً بحجة احتمال وقوع كارثة إنسانية، بينما الكارثة هي في بقائها تحت سيطرة الانقلابيين ، وهو الحال نفسه بالنسبة لغزة؛ حيث تحاول حركة الإخوان المسيطرة هناك استغلال الحالة الإنسانية في غزة وتحميل غيرها المسؤولية، بينما انقلابها هو سبب الأزمة ، حيث اغتنت من المساعدات الخارجية ونهبها كما يفعل الحوثيون. وقد تراجعت حماس عن المصالحة بعد ضخ إيران المزيد من المساعدات المالية إليها خاصة في الفترة الأخيرة لتبقى ورقة في يدها في إطار الصراع الإقليمي حالياً كما هم الحوثيون ورقة في أيدي غيرهم، وهو الوضع نفسه في اليمن حيث يختلق الحوثيون الحجج الواهية لمنع الحل السياسي في اليمن والبقاء في المربع الإيراني التوسعي في المنطقة العربية. وسيكون وضع الحرب في اليمن أكثر وضوحاً عندما تتحرر الحديدة وتتنفس اليمن من خلالها؛ فتصل المساعدات وتبدأ عملية إعادة البناء والإغاثة بعيداً عن طمع وجشع الحوثيين، وتفتح الطريق أمام تضييق الخناق على الانقلابيين وتحرير صنعاء وفرض الحل السياسي الذي يحترم كل مكونات الشعب اليمني وتُرسى قواعد النهوض والبناء بعيداً عن المؤامرات الخارجية . hafezbargo@hotmail.com
مشاركة :