موقف أوباما الصعب | د. إبراهيم عباس

  • 9/9/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لاشك أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعاني الآن من موقف صعب لا يُحسد عليه، وهو ما يمكن لمسه من خلال تعثر الضربة الأمريكية المتوقعة لنظام الأسد بعد أن كشفت العديد من الأدلة الاستخباراتية عن تورط قواته في استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية يوم 21 أغسطس الماضي، وما أسفرت عنه تلك الجريمة البشعة من مقتل مئات الضحايا، ولعله من سوء حظ الرجل أن يواجه بالعديد من المعرقلات التي تجعله غير قادر على حسم موقفه، أول هذه العراقيل أن الانطباع العام الذي أوجده لدى المجتمع الدولي، وعلى الأخص لدى دول المنطقة، خاصة بعد منحه جائزة نوبل للسلام قبيل تسلمه منصب الرئاسة أنه ضد شن المزيد من الحروب لتحسين صورة أمريكا لدى الشعوب العربية والإسلامية بشكل خاص، ثاني هذه المصاعب أن حسمه للموقف بعزمه توجيه الضربة التي وصفها في بادئ الأمر بأنها ستكون محدودة، ثم ألمح فيما بعد إلى أنها ستكون موسعة، وثالث هذه المصاعب والعراقيل تتمثل في طلبه إحالة (الضربة) إلى الكونجرس للحصول على موافقته، في الوقت الذي كان فيه الكونجرس في عطلته الصيفية، ليتضح أمس أن مجلس النواب سيقرر موقفه من الضربة بعد أسبوعين، وهو ما سيؤدي إلى المزيد من تسرب الجماعات المتطرفة وعناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني نحو سوريا، إلى جانب أن هذا التأجيل سمح للمزيد من قطع الأسطول الروسي للتوجه نحو السواحل السورية، حتى أصبحت المنطقة شرقي المتوسط تزدحم بالمدمرات والبوارج والغواصات وحاملات الطائرات والجنود. ثم جاءت قمة العشرين التي عقدت مؤخرًا في بطرسبرج، لتثبت بأن العالم أصبح أكثر انقسامًا حيال الضربة. كان بوسع الرئيس أوباما أن يوفر كل هذه المخاطر والتهديدات والتحديات لو قام بتزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة النوعية منذ بدايات الأزمة، لكنه لم يفعل، فيما أن كل المؤشرات تدل على أنه يبدي الندم الآن، بعد أن أصبح لزامًا عليه أن يدفع ثمنًا لتردده في اتخاذ موقف حاسم وحازم منذ اندلاع تلك الأزمة.

مشاركة :