يسرى السيد يكتب: العرب صفر بلا فخر !!

  • 6/21/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

العاطفة لا تصنع تقدما ولا تحرز بطولات الأناشيد والأغانى والأمانى لاتصنع تقدما ولا تنشئ أو تقيم حضارات ·       الفارق بيننا وبينهم: –         إنهم يأخذون الحياة بجد… ونحن نضيع وقتنا هدرا هم  باختصار يحبون بجد، ويلعبون بجد، ويعملون بجد –        ونحن لا شئ !! الوقت عندهم له قيمة. ونحن لا قيمة للوقت عندنا… إلا فى بعض أبيات  الشعر والحكم من عينة :”الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”!! لكن ذلك لا يخرج من سطور بعض الكتب إلى الواقع أبدا.. فى الحياة اليومية… عندما نعطى موعدا  نقول لبعضنا : نتقابل بعد الظهر.. وبعد الظهر عندنا  يبدأ بعد أذان الظهر ويمتد إلى فجر اليوم التالى !! العالم يقيس الزمن بـ”الفيمتو ثانية” …  ونحن..  السنين عندنا لا قيمة لها !! ·       المسألة ليست جلد للذات  ولا يحزنون، لكن وقفة للتأمل بيين حالنا كعرب وبين الغرب..  والسبب المباشر  قد يفجره  ما نراه الآن فى كأس العالم لكرة القدم فى روسيا.  فى المقدمة يكون السؤال:  لو وقفنا الآن امام محكمة وقاض عادل وسألنا  بهدوء: ماذا قدم العرب والغرب  للبشرية منذ100 عام؟ نعم الفارق بين العرب والغرب فى  لغة الكتابة والأملاء نقطة..  لكن الفارق فى الواقع.. مابين السماء والأرض !! المسألة ليست خروج العرب  بـ”صفر”  كبير فى مونديال روسيا 2018 لكرة القدم بعد أن شارك العرب ب4 منتخبات عربية لأول مرة.. ومع ذلك كان الصفر من نصيبنا. المسألة ليست سوء حظ أو عدم توفيق…  لكن المسألة أكبر بكثير إذا أردنا مواجهة أنفسنا بالحقيقة تعالوا نناقش مسألة واحدة فقط هى كرة القدم، وهى حديث الشارع العربى المخدر الآن بـ”أفيونة” كأس العالم. بداية ليس الصعود للدور ال16 ولا حتى الفوز ببطولة كأس العالم  هو عنوان تقدم ولا هو المقصود من حديثى !! امريكا وهى القوة الأولى فى العالم ليست لها وزن فى هذه اللعبة ، وحتى روسيا الدولة المنظمة للبطولة والقوة المناوئة لامريكا ليست بقوة الارجنتين او اسبانيا او البرتغال او البرازيل مثلا  فى كرة القدم!!  وفى المنطقة  عندنا..  اسرائيل  التى قامت على انقاض تفككنا وتخلفنا واحتلال دولة بالكامل منا واصبحت الاكثر تقدما عنا لاتملك فريقا لكرة القدم مثل البرازيل او السنغال او اورجواى!! يعنى باختصار التقدم العلمى او الصناعى او الاقتصادى ليس شرطا لامتلاك فريق كرة قدم مصنف عالميا لكن ..! وأه من لكن …! هم يمتلكون شيئا او مجالات تقدموا فيها اما نحن لا نملك مجالا واحدا نتقدم فيه الا الجهل والتخلف والمؤمرات على بعضنا البعض والسفه الذى كان من نتائجه اننا اهدرنا اكبر ثروة عرفتها أمة فى تاريخ البشرية من النفط  فى توافه الأمور ، وانتهت باهدار ماتبقى منها فى تدمير بعضنا وتمزيق اوطاننا وتحويل شعوبنا الى لاجئين وبنجاح لم يقدر عليه أعتى أعدائنا !! أعود لكرة القدم عندنا  وعندهم …  والمقارنة فى رياضة واحدة  تفضح الواقع المر … ·       ويأتى السؤال الاول  الصادم : هل عندنا رياضة اصلا فى العالم العربى…  بمعنى آخر .. هل تتدخل الرياضة فى سلوكنا ونمط حياتنا اليومى مثل الغرب وامريكا ! هل نجد مثلا رياضة المشى او الجرى وهى ابسط انواع الرياضة التى تفيد جسد  البنى ادم فى سلوكنا اليومى..  ام ان الجلوس على المقاه وجلسات النميمة هى الأهم بل هى كل حياتنا !!  عندنا متوسط العمل لايزيد عن بضع دقائق فى احسن الاحوال!!.  وعندهم يصل لاكثر من 8 ساعات فى بعض الدول ومع ذلك لا ترضى عن ذلك!! ماذا قدمنا من مخترعات ومكتشفات علمية  وماذا قدموا ؟ الاجابة معروفة للطفل الصغير !! أعود لكرة القدم : ·       عندهم  أصبحت كرة القدم فى اورب بالتحديد … صناعة واقتصاد وبيزنس .. يعنى اصبحت استثمار صناعي بكل ما تحمله الكلمة من معان ، وصارت  تشكل  عائدا يصل للملايين بل لمئات الملايين من الدولارات  لمن يمتهنها أولمليارات  للاندية التى تحولت بفعل كرة القدم الى قوى اقتصادية كبرى أوللدول التي تروج فيها هذه الصناعة ، ووصل الامر الى ربح روسيا كما تشير بعض الأرقام الى نحو14 مليار دولار من تنظيم  كأس العالم !! ·       اما عندنا  .. كرة القدم  لاتزيد عن كونها فهلوة أوغسيل اموال من بعض رجال الاعمال أو بحث عن وجاهة اجتماعية أو استنزاف لاموال الحكومات أو برامج توك شو اعلامية رياضية تسهر معها الملايين للفجر، والعائد صفر !! بالارقام التى لا تكذب  تشير بعض الاحصائيات  عن مفاجأت ضخمة مثلا :- ·       عدد الدول المنضمة للاتحاد العالمي لكرة القدم الفيفا211 دولة،  ويصل عدد اللاعبين حول العالم إلي250 مليون لاعب, ويبلغ عدد الحكام والإداريين خمسة ملايين, وعدد الأندية301 ألف ناد, وعدد فرق كرة القدم في المدارس والمؤسسات والشركات والمصانع مليون و750 ألف فريق. وتعد أوروبا أكبر أسواق كرة القدم حول العالم, و حجم الاموال المتدفقة علي أندية القارة الأوروبية من الشركات الراعية يصل إلي نحو14 مليار يورو. ويصل عدد محترفي كرة القدم55 ألف محترف حول العالم. ·       لكن ما هو الحال عندنا فى العالم العربى  بما يتوفر من ارقام … تحتل مصر المركز الأول بعدد20 محترفا دوليا فقط, يليها السعودية في المركز الثاني بعدد13 لاعبا محترفا خارجيا. وبالتالي تلك الأرقام التي نسمعها عن أعداد المحترفين من مصر مقارنة بعدد المحترفين من أوروبا, تعتبر أرقام هزيلة. أما العائد الاقتصادى عندنا فحدث ولا حرج بالمقارنة مع الدول الاوروبية !! ·       وبعيدا عن كرة القدم يأتى السؤال المر :  لماذا تنجح بعض الالعاب الفردية فى حصد البطولات والميداليات العالمية بينما تفشل غالبية الفرق الجماعية فى ذلك وفى مقدمتها كرة القدم ؟ هل الاجابة تكمن ان نجاحتنا فردية وانجازاتنا تعتمد على القدرات الفردية  والجهد الشخصى فقط  مثلا …نحصد نوبل فى الاداب بمجهود فردى من اديبنا العالمى نجيب محفوظ  يعنى يوجد لدينا أدباء ومفكرون ومبدعون لكن لا توجد حياة ادبية وفكرية كبرى عندنا علماء لكن لايوجد عندنا بحث علمى متقدم … وحين يحصل د. احمد زويل  على جائزة نوبل فى العلوم … يحصدها  عن نتاج عمل جمعى ..  ليس عندنا لكن فى امريكا !! ·       مصر على سبيل المثال تحصد الميداليات العالمية فى الاسكواش ورفع الاثقال والكارتييه … الخ و لاتحصد شيئا فى  الفرق الجماعية  وباستثناء فريق الهوكى تكاد تكون المحصلة صفر ·       السؤال ماذا نفعل ؟  الأجابة بسيطة وصعبة فى آن واحد : أن نأخذ الحياة بجد !!! ·       السؤال التالى هل نستطيع ؟ الاجابة نعم لكن الأمر قد  يستغرق وقتا طويلا من اجل تغيير ثقافة المجتمعات العربية،   وترسيخ مبدأ مهم هو اساس التقدم : أن العمل هو سبيل التقدم والعرق هو اللغه التى يفهمها التقدم وليس اى شئ اخر ·       هل نفعل ؟ ارجوا الأ اكون متشائما !! هوامش ·       يرحلون وي يرحلون ويتركون لنا الألم والحزن ·           حزن جديد كل يوم … كسر جديد ووحدة جديدة وغربة اليمة.. اقول ذلك بمناسبة رحيل الاصدقاء الواحد تلو الآخر يوميا ·       ومن الصمت ما هو أجمل وأعظم من الكلام ·       بما ان كل المسئولين يرددون جملة واحدة … ان زيادة الاسعار تصب فى مصلحة محدودى الدخل … ولان المواطن البسيط اصبح عبارة عن مصب كبير ولم يعد جسده يحتمل الصب فيه … ايه رأيكم لو غيرنا المصب !! ·       مشكلتنا  تكمن فى تغيير الاسماء والوجوه أم فى تغيير الأفكار والسياسات ؟! ·       الأستاذ محمد العزبى يقول: “حاولت طوال سنوات عمري أن أكون منحازاللبسطاء لعلي أدخل الجنة ولكن هل يدخل الصحفيون الجنة. أم أن الصحف والتوك شو وما أشبه لا تصدر إلا في نار جهنم وبئس المصير ؟! يعنى لن يدخل الصحفيون الجنة لأن الجنة ليس بها صحف ·       طب سؤالى للأستاذ العزبى:   ماذا عن صحف إبراهيم وموسى ؟ ·       الدموع .. ضعف أم إنسانية ؟! ·        شاب لعجوز : أيامكم سودة؟! ·       الشاب ل للعجوز : وليه مش أخرتكم هى اللى سودة !! ·       مثل شعبى… “يا بكينى ف الموت ..خف من دمعك …م نفعتنيش ف الحياة ….ف الموت م أنا سمعك” ·       للتواصل مع الكاتب yousrielsaid@yahoo.com

مشاركة :