يسرى السيد يكتب: الحرب القادمة مع إسرائيل بدماء عربية !!

  • 2/15/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن القدس عاصمة للكيان الإسرائيلى ليست القضية !! قرارات رؤساء الوزراء الإسرائيليين المتتابعة بضم هذه المدينة أو تلك إلى الكيان الإسرائيلى ليست القضية !! باختصار كل القرارات قد تصبح بين يوم وليلة فى طى النسيان إذا لم تنل مثل هذه القرارات البشر.. الحجر لن يفن والأوطان لن تضيع مادام أصحابها يؤمنون بحقهم فى وطنهم وإيمانهم الأكبر بعودتها يوما ما.. كم من الدول تم احتلالها عشرات بل مئات السنين ولكن عادت لأصحابها، وذهب المحتل والمستعمر وبقيت الاوطان.  ما يجعلنى أطرح هذه القضية … وبعيدا عن اتفاقيات سلام تمت أو تتم أو ستتم وجود ظاهرة خطيرة رصد ها بعض المحللين منذ سنوات ومازالت مستمرة وسيكون لها آثارا  خطيرة فى طبيعة الصراع العربى الإسرائيلى.. نعم حذرت منها منذ سنوات فى أكثر من مقال مع العديد من الكتاب وسأظل أحذر منها لأن ‏‏‏الأمر يزداد خطورة يوما بعد يوم. أقصد عشرات الآلاف من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وبعض الجنسيات العربية الأخرى المتواجدين على أرض الكيان  الصهيونى للعمل والإقامة بل وإنشاء بعض المشروعات الاستثمارية هناك ، نعم يتحول الجهد والمال والعرق العربى إلى أدوات قوة تزيد من قوة واستمرار الكيان الصهيونى.. لكن الكارثة الأكبر حين  يتطور الأمر ليصل إلى حد الخطر عندما وصل الأمر الى مئات الآلاف من المصريين والعرب إلى الزواج من إسرائيليات، سواء كن من اليهوديات أو ممن يطلق عليهن عرب 48 ،لكنهن جميعا يحملن الجنسية الإسرائيلية !! بداية لاتوجد إحصائيات دقيقة عن عدد المصريين أو الأردنيين أو السوريين أو اللبنانيين وباقى الجنسيات العربية الأخرى الذين ذهبوا إلى إسرائيل للعمل أو للتجارة أوالسياحة أوللاستثمار أو للإقامة الدائمة بها أو بمن وصل الحال بهم  للزواج من إسرائيليات.. تضاربت الأرقام والإحصائيات  عن عدد  المصريين إلى مابين  34-36 ألف مصري إلى نحو 60 ألفا، وحين تم توجيه السؤال منذ شهور إلى  السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج  فى مجلس النواب  قالت إنها لا تملك معلومات بعد عن الجالية المصرية فى إسرئيل ، فى الوقت الذى كشف  فيه تقرير لوزارة الخارجية عام 2010 أن عدد الشبان المصريين فى إسرائيل لا يتجاوز 600 شاب فقط وفقا للتقديرات الرسمية، و1000 شاب وفقا للتقديرات الإسرائيلية.. وتتوالى مفاجآت الأرقام فى بحث على عينة من المصريين بإسرائيل لتكشف أن: ·        66% من تلك العينة هم مصريون تزوجوا من إسرائيليات (مسلم تزوج من مسلمة تحمل الجنسية الإسرائيلية، و 13% مسلم تزوج من يهودية إسرائيلية و2% من المتزوجين بإسرائيليات بعد أن اعتنقوا اليهودية و 11% ممن تزوجوا بإسرائيليات يهوديات أشهرن إسلامهن، و 18% من العينة مصريون مسيحيون تزوجوا من إسرائيليات يهوديات !! ولا تتوقف  المفاجآت حين تشير تقارير صحفية  نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية عن مشاركة خمسة آلاف مصرى في الانتخابات الرئاسية الإسرائيلية  عام 2012 يعنى شاركنا فى اختيار قاتلنا ومن يقود عمليات الاغتصاب لنا….. ·        وتتوالى  تضارب الأرقام والإحصائيات حين يشير شكري الشاذلي رئيس “رابطة المصريين في إسرائيل”، إلى أن عددهم عام 2015 نحو 5700 مواطن بينما كان يبلغ 12 ألفا قبل بضع سنوات – “7 آلاف منهم يعيشون في إسرائيل بأوراق رسمية أو ما يطلق عليه “هويات زرقاء” وما يقرب من 5 آلاف آخرين يقيمون بصورة غير قانونية”(!)، وهذا “بالإضافة إلى 360 آخرين يملكون جواز سفر إسرائيليا و 23 متزوجين من يهوديات و 64 آخرين مسجونون في السجون الإسرائيلية لأسباب قضائية في مشاكل عادية، ليست أمنية، وقد تم الإفراج عن بعضهم لقضائهم العقوبة . أما الأردنيون فهناك  إحصاءات تشير لوجود 1500 عامل أردنى على الأقل يعملون فى الفنادق الإسرائيلية ويعودون يوميا لقراهم الأردنية على الحدود الإسرائيلية  بعيدا عن الذين يقيمون بشكل دائم ومتزوجين من إسرائيليات !! •        المهم وبعيدا عن الجدل حول الأرقام والاحصائيات والظروف الاقتصادية التى أدت إلى ذلك ومدى قسوتها  من عدمه أو المبررات التى يسوقها المؤيدون أوالمعارضون  وبعيدا أيضا عن موقفى الرافض لهذه الهجرات  مهما كانت المبررات فهناك ملمح خطير جدير بدق نواقيس كل الخطر حوله !! •        مؤقتا.. لن أقل أن هؤلاء هم بمثابة جواسيس للعدو تحت الطلب …ولن أقل أنهم يشاركون فى بناء وتنمية وتقويه هذا الكيان  الذى سلب الأرض التى يعيش عليها وبوجودهم يشاركون فى تثبيت أركان مغتصبها الذى رمل مئات الآلاف من النساء ويتم مئات الآلاف من الأطفال من المصريين والعرب   وشرد الملايين من الفلسطنيين والسورييين … لن أقل كل هذا … رغم أهمية قوله لكن تشغلنى عدة قضايا أخرى لاتقل خطورة عن تلك بل اعتقد أنها أكثر… لماذا ؟ •        لأن الأرض المسلوبة ستعود يوما … وملايين اللاجئين سيعودون لوطنهم يوما ما .. وميزان القوة سيعود لطبيعته والحق لا بد أن ينتصر فى النهاية مهما تسرطن الشر  وهكذا … لكن الخطر الذى أقصده لا يمكن معالجته وقتها  لأنه سيكون أمامنا كائنا حيا يتوالد  أمامنا يوما بعد يوم ..و قد يكون بمثابة سرطان يصعب استئصاله من الجسد المصرى بعد أن يتمدد واستئصاله وقتها  سيؤدى لجرح لن يندمل أبدا !! •        واطرح السؤال … ماهو مصير ونتاج هذه  الزيجات التى تتم بين المصريين والإسرائليات ؟ …. والأمر كذلك بين باقى الجنسيات العربية الأخرى والإسرائيليات بغض النظر عن ديانتهن  خاصة  إذا عرفنا أن القانون الإسرائيلى يمنح الجنسية الإسرائيلية لأى متزوج من إسرائيلية ! يعنى ببساطة سنجد غدا مئات الآلاف من الأطفال المصريين سيحملون الجنسية الإسرائيلة  إلى جانب الجنسية المصرية طبعا ، وبالتالى سنكون  جميعا كمصريين وكعرب أمام وضع مأساوى شديد التعقيد وأمام أجيال من أطفالنا يحملون الجنسية الإسرائيلية مع الجنسيات المصرية والأردنية والسورية واللبنانية !! نعم هناك حكم قضائى أصدرته محكمة القضاء الإداري في القاهرةعام  2009 ، وألزمت من خلاله الحكومة بإسقاط الجنسية المصرية عن المصريين “الذين تزوجوا من إسرائيليات” (بمن فيهن الفلسطينيات من عرب 48)، وذلك من منطلق أن هؤلاء “يتزوجون من عميلات للموساد حتى يتم تجنيدهم لتنفيذ مخططات إسرائيلية عدوانية ضد الدول العربية”!!……ولم يقف الأمر عند ذلك بل أصدر مجلس الوزراء قرارا في سبتمبر 2014 بإسقاط الجنسية المصرية عن مواطنة حصلت على الجنسية الإسرائيلية!! •        والسيناريو السرطانى المتوقع ينتظرنا جميعا  .. حتى لو اسقطنا الجنسية عن هؤلاء …تعالوا نتخيل هذا المسلسل الكارثى إذا شب نزاع عسكرى بين مصر وإسرائيل أو بين الأردن وإسرائيل .. الخ  وهو قادم لا محالة اليوم او غدا ،  وتقابل شاب يحمل الجنسية الإسرائيلية  لأب مصرى حتى لو اسقطت الجنسية عنه  مع ابن فى الجيش المصرى يحمل الجنسية المصرية لنفس الأب الذى أسقطت عنه الجنسية المصرية أو مع أولاد العم أو أولاد العمة  … يعنى ستنقسم الأسرة الواحدة ولن أقل العائلة فقط بين محاربين فى الجيش الصهيونى من جهة وبين محاربين فى  الجيش المصرى أو الأردنى أو السورى .. الخ من جهة ثانية.. ألا يكون هذا وضعا مأساويا  يستحق من جميعا الوقوف أمامه الآن ؟! وبعيدا عن البكاء على اللبن المسكوب بأن السبب يرجع للأوضاع الاقتصادية على الأقل من وجهة نظر هؤلاء (!!) المتسبب فيها نظام مبارك وبعض الانظمة العربية  وأدت لهذه الهجرات منذ الثمانينات ومرورا بالتسعينات وحتى الآن !! •  اقول تتوالى  الكوارث بسبب هذه القضية  لآن الامر لايتوقف عنذ هذه الكارثة بل  تتمدد وتتشعب وتتنوع سنجد مثلا  أوضاعا قد تبدو أقل خطورة على المستوى الظاهرى ،  لكنها تمس الأمن القومى المصرى والاردنى والسورى وبعض الجنسيات العربية الاخرى  حين  حين نجد هذه الأجيال من الأطفال الإسرائيليين  من آباء مصريين أو عرب يطالبون بحقهم فى الميراث فى أراض ومنشآت مقامة على أراض مصرية أو أردنية أو سورية  أو عربية … تخيلوا إسرائيليين جدد يمكن أن يطالبوا بأرث فى أرض مصرية … ·        ألا تتفقون معى أيضا عن كارثية هذا الوضع المتوقع !! وازيدكم من ألهم بيتا حين أقول أن بعض الشباب من أهالينا فى سيناء أو بعض رجال الأعمال من أصحاب المنشآت السياحية فى سيناء بعد زواجهم من إسرائيليات قد يجعلنا نصحو ذات صباح عمن يطالب بنصيبه من ميراث أبيه فى سيناء بعد أن حصل آخرين عن نصيبهم فى بعض قرى الدلتا أو غيرها فى القرى المصرية !! ويبقى للذين لايضعون فى عيونهم ذرة ملح ويتبجحون علينا بأن هناك اتفاقية سلام مع هذا الكيان ولن أرد عليهم بما يصفونه بشعارات ستينية تنتمى لعصر بائد عن القومية العربية والصراع العربى الإسرائيلى بوصفه صراع وجود وليس صراع حدود .. أرد على هؤلاء بما أكدته “إدارة شئون المرأة” في الجامعة العربية في تقرير خطير استناداً إلى تأكيدات “مصادر أمنية مصرية” أن “مصر تكاد تستحوذ على معظم عمليات التجسس التي يقوم بها الموساد الإسرائيلي في المنطقة العربية، والدليل على ذلك أنه تم ضبط أكثر من 25 شبكة تجسس إسرائيلية في مصر وحدها خلال السنوات العشر الأخيرة فقط، وبلغ عدد جواسيس الموساد الذين تم تجنيدهم والدفع بهم داخل البلاد حوالي 64 جاسوسًا بنسبة 75% مصريين و25% جواسيس إسرائيليين”!! •        يعنى هذا الكيان الذى نرتبط معه باتفاقيات سلام يرسل لنا كل يوم بجواسيسه .. لكن الأخطر أن يكون بعضنا هم جواسيسه … هل نقف جميعا أمام توالد مئات الآلاف من الجواسيس  منا ..علينا…وأمامنا هل نقف جميعا أمام توالد مئات الآلاف من القتلة الجدد أو الوارثين الجدد  تجرى فى عروقهم دماء مصرية  او عربية لكنها مخلوطة بحقد وغل صهيونى  لا مثيل لهم والسبب اننا سلمناهم أمس واليوم بطوع أيدينا لكيان يربى ويزرع  فيهم كل هذا الشر لنا ؟! yousrielsaid@yahoo.com

مشاركة :