العلاقات الكويتية السعودية.. ياجبل ما يهزك ريح

  • 6/29/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

يقول المثل الفرنسي ( الحسابات الجيدة تصنع أصدقاء أحباء ) ولا شك أن العلاقات الكويتية السعودية ناجحة في كل المقاييس والحسابات وقد اثبتت التجارب والأحداث أنها تزداد متانة وقوة بمرور السنين فهناك حدود مشتركة ومصالح مشتركة ومصير مشترك عبر عنه الراحل الكبير الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله وطيب ثراه في كلمته الشهيرة أثناء الاحتلال العراقي للكويت ( أن الكويت راجعة او أن تذهب الكويت والسعودية معا ). هناك للأسف بعض الأصوات النشاز التي ترتفع هنا وهناك تلمز من قناة شركة الزيت العربية في مدينة الخفجي حيث أن انتاج النفط متوقف منذ فترة لأسباب فنية وإدارية ليس لها علاقة بالمواقف السياسية للبلدين من الأزمة الخليجية ولكن هناك من يتهم المملكة العربية السعودية أنها سبب توقف الانتاج للضغط على دولة الكويت لأسباب سياسية حتى تغير موقفها من الأزمة الخليجية والصحيح هو أن الكويت بناء على تصريح قيادي نفطي هي التي طلبت وقف انتاج النفط في الخفجي لأسباب فنية كما ذكرنا. لا يخفى على احد أن السعودية والكويت وكذلك الامارات قدمت مساعدات مالية للمملكة الأردنية قبل فترة بسيطة وهو ما يؤكد أن هناك تفاهم كويتي سعودي حول مساعدة الأشقاء حتى لا تعصف الأزمات المالية بالاوضاغ السياسية بالمنطقة فهناك اتفاق على أمن واستقرار دول المنطقة. بالامس أيضا برزت الحاجة إلى مساعدة مملكة البحرين ماديا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها وايضا اتفقت الدول الثلاث وهي السعودية والكويت والامارات على مساعدة مملكة البحرين ماديا والوقوف معها في ازمتها الاقتصادية . ان الكلام عن إعادة إنتاج النفط في المنطقة المقسومة قد تمت اثارته مؤخرا بين المملكة العربية السعودية والكويت وهناك مباحثات تجري بين وفود من البلدين حول هذا القرار والهدف هو مواجهة الاعباء المالية بعد تقديم مساعدات للمملكة الأردنية وكذلك المملكة البحرينية وذلك لتعويض الأموال التي سوف تقدم للدول التي طلبت المساعدة. ان الأصوات النشاز التي تغرد خارج السرب لدق آسفين في العلاقات بين الكويت والسعودية اعتبرت ماتقوم به المملكة العربية السعودية في المنطقة المقسومة هو لي ذراع ولابد من تصرف سريع للحكومة الكويتية للمحافظة على حقوق الكويت في المنطقة المقسومة بل وصل الأمر بتلك الأصوات أنها طلبت من الكويت اللجوء إلى محكمة العدل الدولية للمطالبة بفتح ملفات قديمة وذلك لاعادة ترسيم الحدود بين البلدين ولاشك انها دعوة مرفوضة جملة وتفصيلا والعلاقة مع المملكة العربية السعودية اقوى من أن تصل إلى المحاكم فهناك تاريخ مشترك يجعل أي خلاف يتم حله بطريقة ودية وباسلوب مريح. ان الايادي التي تعبث في العلاقات الكويتية السعودية هي نفس الايادي التي تعبث بالعلاقات السعودية الاماراتية ومصدرها واحد فهي تفرح لو حدث شرخ في علاقات هذه الدول وقناة الفتنة هي التي تثير الفتنة حتى تصيد في الماء العكر وتسبب توتر العلاقات بين تلك الدول ولكن هيهات ستبقى العلاقات الكويتية السعودية مستعصية على من يريد بها شرا كما يقول المثل ( القافلة تسير والكلاب تنبح ) . من المفيد القول أن الحكومة الكويتية أصدرت قبل أيام بيانا أشادت فيه بالعلاقات التاريخية المتميزة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية ونحذر كل من يحاول الاساءة للمملكة العربية السعودية في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام أنها سوف تتخذ الاجراءات القانونية ضد كل من يسئ للعلاقات الكويتية السعودية وان هذه العلاقات لن يعكر صفوها أي محاولات لترويج إشاعات ليس لها وجود على ارض الواقع ولن تؤثر فيها الأصوات النشاز التي تغرد خارج السرب . ان الانتاج النفطي في المنطقة المقسومة والذي يقدر ب 500 ألف برميل يوميا سوف يعود آجلا او عاجلا خاصة بعد الاتفاق على زيادة انتاج دول أوبك تقريبا مليون برميل شهريا وقطعا سوف تزيد السعودية والكويت انتاجهما النفطي لمواجهة الطلب الجديد للاوبك وقريبا جدا سوف يعود الانتاج خاصة أن هناك موظفين كويتين يعملون في شركة الزيت العربية لاعادة الانتاج وسوف يضرب عصفورين بحجر وهما إعادة تشغيل الموظفين الكويتيين وكذلك مواجهة زيادة الانتاج بناء على طلب للاوبك فهناك أصلا عوامل مشجعة لاعادة انتاج النفط في المنطقة المقسومة ليس لها علاقة من بعيد او قريب بالعلاقات القوية بين الكويت والسعودية.بودستور

مشاركة :