قال الشاعر المعتمد بن عباد : ﻻ تحسب المجد رطبا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا هناك عبارة تقول (المجد هو أن تكون معروفا من أولئك الذين ﻻتريد أن تعرفهم) فالمملكة العربية السعودية اليوم هي أشهر من نار على علم وتحلق فوق هام السحب فهي كالشمس ﻻينكرها إﻻ من في عينيه رمد. يوم الجمعة الموافق 23 سبتمبر الجاري صادف اليوم الوطني الـ 86 للمملكة العربية السعودية وهو اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وطيب ثراه توحيد المملكة العربية السعودية في عام 1932 بعد ملحمة وطنية كبرى انطلقت من دولة الكويت حيث كان الملك عبدالعزيز آل سعود يسكن في الكويت مع والده الأمير عبدالرحمن آل سعود رحمه الله في ضيافة أسد الجزيرة أمير الكويت الشيخ مبارك الكبير رحمه الله وطيب ثراه وقد تم تجهيزه بالمال والعتاد برفقة 60 محاربا ﻻستعادة ملك آل سعود من آل رشيد الذي سيطر على الحكم واستقر في الدرعية في مدينة الرياض واستطاع المؤسس الملك عبدالعزيز أن يسترد حكم آل سعود ويعلن قيام الدولة السعودية الثالثة وتم تتويج الملحمة الوطنية الكبرى بتوحيد المملكة العربية السعودية وإعلان اليوم الوطني في سنة 1932 وقد أرسى المؤسس الملك عبدالعزيز دعائم النهضة الشاملة حيث واصل أبناؤه من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعا مسيرة البناء والتطوير وتحديث المملكة في شتى المجاﻻت متمسكين بمبادئ وقيم الملك المؤسس ومدافعين عن العقيدة الإسلامية وخدمة الوطن والمواطن وضيوف الرحمن الذين يأتون للملكة من كل فج وصوب. ﻻيختلف اثنان على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله خلال فترة وجيزة نقل المملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول الكبرى فقد انطلقت في عهده عاصفة الحزم وعاصفة إعادة الأمل التي كشفت عن حكمة وحنكة خادم الحرمين الملك سلمان وقدرته على اتخاذ القرارات الخطيرة والمصيرية التي تتصدى للمشاريع الإقليمية التي أرادت الهيمنة والسيطرة على المنطقة ونقصد هنا التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية وخاصة اليمن التي تعتبر خاصرة المملكة العربية السعودية وأي خطر يهددها هو تهديد للمملكة وبقية دول الخليج ولوﻻ القرار التاريخي لخادم الحرمين الملك سلمان لتحولت اليمن إلى محافظة إيرانية !!. أما القفزة النوعية الأخرى فهي تتمثل في انطلاق استراتيجية التحول الوطني لتطبيق رؤية 2030 معلنة دخول المملكة مرحلة جديدة من مراحل تطورها اﻻقتصادي لتنويع مصادر الدخل وتقليل اﻻعتماد على النفط كمورد رئيسي للدخل وﻻشك أن هذه الرؤية تعبر عن طموحات القيادة السياسية في زيادة كفاءة الأداء الحكومي وتوفير الرخاء والرفاه للمواطن السعودي وتحويل المملكة إلى رقم صعب في المعادلة السياسية الدولية فهي اليوم ﻻعب رئيسي ليس إقليمي فقط بل على مستوى العالم وهو ما أكده الرئيس الروسي بوتين عندما اعترف بأنه ﻻيمكن إيجاد حل لأي قضية دولية بدون دعم وتأييد المملكة للقرارات الدولية. إن نجاح المملكة في تنظيم موسم الحج هذا العام نظرا لإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان شخصيا على خطة تنظيم الحج والجهود الواضحة لولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف قد أثبت بما ﻻيدع مجالا للشك قدرة المملكة على تنظيم مواسم الحج والإشراف عليها وهو رد قاطع على المشككين في قدرة المملكة والمطالبين بتدويل الحج ونقصد هنا نظام الولي الفقيه في إيران وأذنابه في المنطقة. ﻻيختلف اثنان على العلاقة التاريخية والمميزة التي تربط دولة الكويت بالمملكة العربية السعودية فهي الشقيقة الكبرى التي تمثل العمق والبعد الاستراتيجي للكويت وكذلك السند واليد التي تمتد وقت الشدائد والمحن وقد تجلى ذلك بالموقف التاريخي للمملكة في عهد المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله وطيب ثراه من الغزو العراقي للكويت في 2/8/1990 فقد فتحت المملكة أراضيها للتحالف الدولي لتحرير الكويت وفتحت بيوتها ﻻستقبال المواطنين الذين غادروا الكويت أثناء الاحتلال وقد امتزج الدم السعودي بالدم الكويتي في حرب تحرير الكويت فهو موقف سيبقى محفورا في ذاكرة الكويتيين مدى الدهر وأما الأصوات النشاز التي تهاجم المملكة بين الحين والآخر من بعض المواطنين فهي ﻻتعبر عن مشاعر أهل الكويت ومحبتهم للمملكة بل تعبر عنهم فقط والدليل انتشار هاشتاق بشكل واسع بمناسبة اليوم الوطني للمملكة يقول (أنا كويتي وأحب السعودية) فهي علاقة رغم ما يشوبها أحيانا من توتر مميزة وتاريخية وراسخة جذورها في الأرض وفرعها في السماء . ختاما نبارك للمملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا بمناسبة اليوم الوطني وجعلها الله ذخرا وسندا للأمة العربية والإسلامية فهي بما تملك من إمكانيات هائلة وقيادة سياسية حكيمة استطاعت أن تقود تحالفا عسكريا عربيا في حرب اليمن وتحالفا آخر عربيا وإسلاميا لمكافحة الإرهاب وستظل شوكة في حلق الدول الداعمة للإرهاب وفي مقدمتها إيران وإسرائيل وسدا منيعا أمام كل الطامعين في بسط هيمنتهم وسيطرتهم على المنطقة وإجهاض المؤامرات التي تحاك لنشر الفوضى والإرهاب تمهيدا لتقسيم دول المنطقة إلى دويلات متناحرة غارقة في حروب مذهبية طائفية وهو ما يجعل النظام الإيراني يشن حربا إعلامية وأيضا إرهابية ضد المملكة العربية السعودية التي تقف بالمرصاد للخطر الإيراني وتفشل مخططاته وأجنداته في تصدير الثورة وزعزعة أمن واستقرار المنطقة وإحياء اﻻمبراطورية الفارسية فكل التمنيات للمملكة بدوام التقدم واﻻزدهار في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحفظ الله المملكة وشعبها من كل مكروه. أحمد بودستور
مشاركة :