أدب الأطفال لا يقتصر على القصة فقط!

  • 6/30/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر أدب الأطفال من الجوانب المهمة التي تعنى بها مختلف دول العالم لما له من من دور في حياة الطفل، وإنماء شخصيته وتشكيل سلوكه، وإثراء مهاراته وخبراته عبر ما يقدم للطفل من حكايا وقصص ومسرح، وأناشيد وشعر وصور والعاب، وبرامج علمية وخيالية، وسينما وغيرها من الفعاليات التي يحويها هذا الأدب والتي تحمل أفكاراً وقيماً، حيث يتفاعل معها الطفل، ويندمج وأحداثها أو موضوعاتها بكل أحاسيسه ومشاعره. لذا فإن مجال أدب الطفل من المجالات المؤثرة في كيان الطفل حينما تتسم هذه الفعاليات المقدمة له بالجودة من حيث الإخراج أو الإعداد، وجاذبة لانتباهه وملبية لاحتياجاته ومعبرة عما يجول في ذاته وخواطره، وغير عصية على فهمه وإدراكه.ولو تتبعنا مسيرة أدب الطفل على مستوى الوطن العربي لوجدنا القصة هي التي تحوز على قصب السبق دون غيرها، وكأن أدب الأطفال يقوم على القصة لا غير، ونحن هنا لا نقلل من أهمية القصة سواء أ كانت قصة مقروءة أو مسموعة، حيث يقبل الأطفال على قراءتها أو سماعها باهتمام بالغ متى ما كانت هذه القصة مناسبة لسنهم وتتضمن أحداثها المغامرة والشجاعة والخيال.. وهي تحتل مساحة أكبر في أدب الطفل لأهميتها ولا نشك في ذلك ولكن ما نود توضيحه هو أن القصة وان كانت تكتسب مثل هذه الأهمية والمكانة في أدب الطفل، إلا أنها تمثل مجالاً من مجالات أدب الطفل المتعددة، والتي أشرنا اليها مسبقاً في البداية، وبالتالي يمكن القول بأنه قد تكون إحدى الفعاليات الأخرى من أدب الطفل أبلغ تأثيراً لدى الطفل من القصة المقروءة أو المسموعة. ففن المسرح على سبيل المثال بكل ما يحويه من إبداع له وقعه المؤثر في نفس الطفل كما المجالات الأخرى، والتي تحتسب على أدب الطفل، حيث للمسرح أهميته ليس في إمتاع الطفل وبث السرور والبهجة في نفسه وحسب، بل تكمن في ما تشتمل عليه اعماله المقدمة من قيم إيجابية، وتجارب ثرية تفيد الطفل في مسيرته الحياتية، بالإضافة إلى ميل الطفل نفسه وحبه الشديد لمشاهدة المسرح وما يكتسبه من مهارات ونمو في حصيلته اللغوية.لذا لوعددنا فوائد المسرح لوجدنا الكثير من الفوائد التي تصب في خدمة الطفل وتسهم في بناء شخصيته، ومده بالمعارف المختلفه وتوسع مداركه وخياله. لذلك تعنى الكثير من الدول بالمسرح، وتوفر له كافة احتياجاته لقناعتها التامة بأهميته التعليمية وتأثيره الايجابي في تكوين الطفل وتنشئته. ولو عرجنا على مجال آخر من المجالات المتعددة لأدب الاطفال لوجدنا أن الكارتون أو رسوم الكارتون من المجالات التي يوليها الطفل اهتماماً شديداً، حيث يستمتع الطفل بمشاهدتها ويحرص على متابعة شخصياتها مثل (ميكي ماوس أو توم وجيري أو دونالد داك) وغيرها من الشخصيات الكارتونية، وذلك عبر التلفاز أو السينما، فيعيش سيرة أحداثها بكل حواسه ومشاعره لما تحويه من مقالب ومواقف طريفة، ومغامرات شائقة، ومشاهد مضحكة، وقصص خيالية مثيرة ومحببة إلى نفسه، وكلها قد أعدت وأخرجت بفنية متقدمة قابلة لإدهاش الطفل، وشد انتباهه عند متابعتها أو مشاهدتها. ولاجدال في أنها صادرة أو نابعة من بيئة مختلفة في كل أبعادها عن البيئة العربية ولكن السؤال الذي يطرح في هذه الحالة هو ما مدى الاهتمام الذي توليه الدول العربية لهذا المجال أو هذه الصناعة بالأحرى، والتي لا تقوم في أساسها إلا في ظل وجود موهوبين أومبدعين نذروا أنفسهم على إسعاد ملايين الاطفال في مختلف بلدان العالم عبر تقديم إنتاج مبهر لحواس الطفل؟لاشك أن الجواب سيكون صادماً! إلا أن هناك تجربة رائعة متعلقة بالبرامج التربوية والتعليمية وهو البرنامج الخليجي (افتح ياسمسم)، حيث كان لهذا البرنامج وبما اشتمل عليه من أهداف تربوية وتعليمية دوره المؤثر في وجدان الأطفال؛ فيحرصون على مشاهدته ولكن تظل حلقات هذا البرنامج محدودة مقارنة بما تنتجه الدول الاجنبية. لذا يجدر بالمعنيين والمهتمين؛ العمل على توفير مثل هذه البرامج والاهتمام بكافة مجالات أدب الطفل، ولسنا هنا بصدد مناقشة مسألة الإنتاج أو المقارنة بقدر ما نريد توضيح بأن أدب الطفل لا يقتصر على القصة فقط؛ بل يشتمل على مجالات متعددة لها تأثيرها ووقعها في نفس الطفل، ما يفرض في هذه الحالة الالتفات لها والعمل على احتضانها.

مشاركة :