أكد عدد من المتعافين من الإدمان على المخدرات أن القليل من المدمنين يمتلكون الشجاعة للتخلص من الإدمان ويعودون للمجتمع.ودعا المتعافون خلال لقائهم «الأيام» المجتمع إلى احتوائهم بدلاً من النفور منهم، مشيرين الى ان رفض ادماج المدمن يدفعه الى الإصرار على الطريق الخطأ بدلاً من إعادة بوصلته إلى السلوك القويم.وقال المتعافي «خ.أ» إنه بدأ طريق المخدرات وهو في عمر 14 عامًا واستمر مع رحلته مع الهيروين حوالي 30 عامًا.وأشار إلى أنه كان يضطر للسرقة وبيع كل ما يملك، من أجل توفير المال لشراء المخدرات، موضحا ان قيمة الغرام الواحد من المخدرات تبلغ 100 دينار. وأضاف: في بداية الثمانينات بدأت في عالم الادمان حيث كنت أشم مواد الطلاء وغيرها التي تستخدم في ورشات النجارة، ثم انتقلت الى الحشيش ووصلت الى الهيروين.وقال: اضطررت للسرقة وبعت كل ما املك، فالمخدرات باهظة حيث يصل سعرها للغرام الواحد 100 دينار ويكفي لـ25 جرعة.وأشار الى ان المخدرات تركت أثراً سيئاً في حياته، فعلاقتي بأهلي كانت سيئة، بدأوا يكرهونني ويفقدون الثقة بي وخسرت كل علاقاتي. وأكد انه قرر ان يترك الادمان ويتعافى بعد استمرار دام 31 عاماً، فتوجه الى جمعية التعافي من المخدرات وتعافى كلياً وأصبح مقبولاً اجتماعياً.ووجه كلامه للمدمنين قائلاً: المخدرات دمار شامل نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا والحياة أحلى بدونها.وناشد المسئولين الى تكثيف الرقابة على المتعاطين والاشخاص المتاجرين بهذه المواد، كما ناشد وزير التربية والتعليم الى تشديد الرقابة على الجيل الجديد وتدريس مناهج للتوعية من المخدرات واثرها الخطير على الانسان. وبدوره، ذكر المتعافي «ي.م» 35 عاما، انه مدمن مخدرات (هيروين) متعافٍ منذ 3 سنوات ونصف، نشأ في أسرة محترمة مكونة من 4 بنات وأخ وكنت الاصغر بينهم، وقال «نظرا لقلة الوعي والادراك لم اكن اشعر انه في يوم من الايام سأصل لهذه المرحلة».وقال: بدأت رحلتي مع المخدرات منذ ان كان عمري 14 سنة بدأت تدخين السجائر وكنت في منتهى السعادة وأنا أدخن السجائر دون معرفة أهلي، لتصوري بأن التدخين أعطاني إحساساً بالرجولة، وبدأ حبي في المغامرة يزداد فكنت مستعدًا لعمل أي مغامرة غير محسوبة.وأردف:«لجأت الى الحشيش وذلك بدافع المغامرة وحبي للتجربة والشعور بالاختلاف، واستمر هذا الحال سنوات وكانت شكوك أهلي كثيرة تجاهي بسبب كثرة سهري خارج المنزل والأحاديث السرية في التليفون وأموري الغريبة». وتابع «جربت جميع المواد المخدرة وانا في عمر17 عاماً، حتى تم إلقاء القبض علي، فكانت صدمة كبيرة لي ولأهلي، شعرت من خلالها أني أخذت صفعة على وجهي لكي أستيقظ من هذا الوهم، لم أصدق نفسي إنه يتم التحقيق معي، وأني معرض للسجن لمدة ليست قصيرة، وضياع مستقبلي، ولكن عائلتي وقفت الى جانبي ولدي اخت تكبرني فعلت المستحيل لكي تنقذني».وقال «بعد هذه التجربة أخذت قراراً مع نفسي إني لن أعود لهذه الحياة مرة أخرى، ولن أقوم بالتعاطي، وفعلاً استطعت أن أفعل ذلك لأربعة أشهر ثم بدأ الإحساس بالملل، خاصة وانه لازالت علاقتي باهلي والاصدقاء والجيران لم تتحسن، فرجعت للمواد المخدرة».وذكر انه استمر في التعاطي لمدة 18 عاماً، وقال: استمريت في تعاطي الهيروين، فتعرضت للسجن مرة اخرى لمدة 4 شهور.وقال: بدأت بعدها أدرك أنني في مشكلة كبيرة ولا أستطيع حلها وحدي، وقررت أن أذهب لأختي الكبرى واعترفت لها إن عندي مشكلة كبيرة مع الإدمان وأريد منها المساعدة، وبالفعل قامت أختي باتصالات عديدة حتى أخذت لي موعدا مع اختصاصي معالج متخصص في الإدمان، وفي هذه اللحظة ظهر لي أمل فبدأت في الخروج من وحدتي وظل يتحدث معي عن الإدمان والتعافي والتغيير، ثم لجأت لجمعية المتعافين من الادمان والتحقت بهم، والان تزوجت وبانتظار مولودي الاول.من جهته، قال احمد عجيب عبدالرحمن اختصاصي نفسي بجمعية المتعافين عن المخدرات ان الجمعية هي خيرية رسمية مسجلة بوزارة التنمية، وانه يتم علاج مدمن المخدرات وسط سرية تامة، ومجانية في العلاج.
مشاركة :