فضح عمال فلسطينيون عائدون من إسرائيل أساليب التعذيب الوحشية التي يتعرض لها المحتجزون لدى جيش الاحتلال، وكشفوا عن تجريدهم من ملابسهم واحتجازهم في أقفاص، وتعرضهم لضرب مبرح، خلال احتجازهم في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر. وقبل اندلاع الحرب الأخيرة، كان حوالى 18500 من أهالي غزة يحملون تصاريح عمل إسرائيلية، حسب «وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق» (كوغات)، وبعد 3 أيام على هجوم السابع من أكتوبر، ألغت إسرائيل كل التصاريح الممنوحة لفلسطينيين في غزة. وقدمت 6 منظمات لحقوق الإنسان في إسرائيل التماسا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، قائلة إن هذه الاعتقالات كانت «دون أسس قانونية». ضربونا وحطمونا نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية عن أحد العمال الذين طردتهم إسرائيل بعد حرب 7 أكتوبر قوله: «لقد حطمونا وضربونا بالهراوات والعصي .. لقد أذلونا.. وتركونا نتضور جوعا دون طعام ولا ماء». وتحدثت «سي إن إن» مع عبد الله الراضي، و8 رجال آخرين عادوا إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم جنوب إسرائيل، حيث أشار إلى أنه كان يعمل في إسرائيل عند بداية الحرب، وهو واحد من آلاف سكان غزة الذين يحملون تصاريح عمل. وأشارت الشبكة إلى أن معظم العمال من غزة يعملون في قطاعي البناء أو الزراعة، ويميلون إلى السكن بإسرائيل قريبا من مقرات عملهم، عوضا عن التنقل اليومي من وإلى القطاع، ولهذا السبب كان كثير منهم في إسرائيل عندما اندلعت الحرب. فرار العمال قال الراضي إنه بعد بدء الحرب مباشرة فرّ مع عمال آخرين إلى رهط، وهي مدينة بدوية ذات غالبية عربية جنوب إسرائيل، حيث يقول، إن «السكان المحليين سلموهم إلى الجيش الإسرائيلي». وتابع: «أخذوا هواتفنا وأموالنا، ولم نتمكن من التواصل مع عائلاتنا، وقدموا لنا الطعام على الأرض في أكياس بلاستيكية». ويؤكد كثير من العمال أنه ليست لديهم أي فكرة عن المكان الذي تم نقلهم إليه، ووفقا لجمعية الأسير الفلسطيني، وهي منظمة لحقوق الإنسان مقرها في الضفة الغربية، احتجز كثير منهم في مركزي اعتقال: أحدهما في عوفر بالقرب من رام الله، والآخر في سالم بالقرب من جنين. ضرب وشتم يروي محمود أبو دربة، وهو عامل آخر من بيت لاهيا، تفاصيل اعتقاله في اليوم الثاني للحرب وقال: «وضعونا في أقفاص، وتعرضنا للضرب والشتم ولم يهتموا لحال المرضى بيننا.. البعض منا تعرضوا لإصابات وجروح، وتعفنت أقدامهم لأنهم لم يتلقوا أي علاج طبي». وقال أبو دربة، إن العمال تعرضوا لـ»استجوابات يومية من السلطات الإسرائيلية لسؤالهم عن منازلهم وأفراد أسرهم». مضيفا: «إذا كان لديك قريب يعمل مع حماس فإنك تتعرض للضرب». وأشار المتحدث ذاته إلى «موت بعض العمال أثناء الاحتجاز وخلال العبور إلى غزة»، قائلا: «مات بعض الأشخاص في الطريق إلى هنا، بسبب تعرضهم للضرب والصعق بالكهرباء». سوء معاملة أكد مسؤول أمني إسرائيلي لشبكة «سي أن أن» أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بحوادث «إساءة معاملة» العمال في غزة على يد جنود الجيش الإسرائيلي. وأضاف: «كانت هناك حالات إساءة معاملة لبعض المعتقلين خارج مرافق الاحتجاز الرسمية»، مشيرا إلى أنه «جرى التعامل مع هذه الحالات بجدية بالغة، وتم إصدار إجراءات تأديبية». وكشف المسؤول الأمني الذي لم تكشف الشبكة عن هويته، عن «إبعاد 4 جنود من جيش الدفاع، بعد حوادث إساءة معاملة، ووضع جنديين آخرَين في سجن عسكري». وعند سؤاله عما إذا كان أي من المعتقلين قد توفي نتيجة التجاوزات، قال المسؤول، إنهم «على علم بوفاة اثنين من العمال». صعق كهربائي قال المسؤول إن «هذه الانتهاكات لم تشمل الصعق الكهربائي». كما أشارت «سي إن إن» إلى أنها راجعت بعض مقاطع الفيديو التي تظهر الانتهاكات المزعومة، غير أنها لم تتمكن من التحقق منها بشكل مستقل. وتظهر بعض الفيديوهات المتداولة أشخاصا مقيدين تحت أشعة الشمس، ويتعرضون للركل والجر، وفي فيديو آخر، تظهر حافلة مليئة بأشخاص معصوبي الأعين وأيديهم مقيدة. وقال المسؤول الأمني الذي تحدث لشبكة «سي إن إن»، إن «الجيش الإسرائيلي يحقق في مقاطع الفيديو المنشورة»، وأكد أن «فيديوين منتشرين حقيقيين، أحدهما يظهر جنودا تابعين لجيش الدفاع الإسرائيلي يركلون شخصا محتجزا، والآخر يظهر مجموعة كبيرة من المعتقلين مقيدين ومعصوبي الأعين ويتعرضون للإذلال». سرقوا أموالهم قال عامل آخر من حي الزيتون بمدينة غزة للشبكة إنه ومعتقلين آخرين أُجبروا على الوقوف والجلوس بشكل متكرر، مضيفا: «لقد ضربونا وسرقوا أموالنا، ونزعوا ملابسنا وأبقونا عراة .. بقيت أرتدي ملابسي الداخلية فقط لأكثر من 20 يوما»، مضيفا: «كنا نموت». العمال الفلسطينيون في إسرائيل 18,000يعملون في إسرائيل 4000 اعتقلوا دون أساس قانوني 2300 تعرضوا لإصابات بعد الحرب
مشاركة :