قال الشاعر الأخطل الصغير: يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحاً كعاشقٍ خط سطراً في الهوى ومحا تلك المشاعر المختلطة والمتناقضة لا تنطبق على العاشقين فقط أو التائهين في بحور الحب والهيام، فمتابعو كرة القدم سواء حضوراً في المدرجات، أو خلف شاشة التلفاز يمرون بخليط عجيب وغريب من المشاعر التي يصعب ربما على الكثيرين اخفاؤها. فمع الهدف.. لا شعورياً ينتفض الجسم وتطلق صرخات وتعلو ضحكات ونبرات الفوز، فيما الطرف الآخر يكفهر وتظهر عليه جلياً علامات الحسرة والنكبة. ويبدأ سيل الانتقادات وتوجيه اللوم على المتسبب.. وما ان يأتي هدف التعادل حتى تنقلب المشاعر فيضحك المتحسرون ويتحسر من ضحكوا وهكذا. إذاً، يعيش متابعو الكرة مشاعر عديدة يرافقها مظاهر «فيزيولوجية»، وحركات لا إرادية تجعل الــ90 دقيقة (بلا أشواط إضافية) تجربة جميلة تستحضر عشق الفوز إلى درجة «التعصب» أحيانا. أما ركلات الجزاء الترجيحية، حكاية أخرى تبدأ من التفاؤل بأن يكون الخصم هو البادئ وتنتهي بشعورين لا ثالث لهما: الفرح أو الحزن. تبقى كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية بلا منازع، ويبقى التشجيع والتفاعل مع المباراة الهواية الأجمل والسهرة الأروع في عالم مليء بالأخبار المحبطة والحروب المدمِّرة والتشريد اللا منتهي. ربما قد يصلح تشبيه الحياة بمباراة كل دقيقة فيها تعادل سنة (أطال الله في أعمار الجميع)، فنعيش كل المشاعر في دقائق، وبعد انتهاء المباراة يصبح الحدث تاريخا وأرشيفا، واللقطات الجميلة والمتميزة تبقى في البال ويستذكرها العشاق في كل مناسبة. هنيئا لكرة القدم بهذا الحب وهي تستحق فعلاً. عماد توفيق حمدان
مشاركة :