ما أجملك … يا غبي ؟

  • 1/11/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

همس الحلاق للزبون، انظر لهذا الطفل الذي سيدخل علينا الآن .. إنه أغبى طفل في العالم .. اندهش الزبون .. لكن الحلاق قال له: أنا سأثبت لك.. فوضع الحلاق 10 جنيهات بيد وجنيهًا واحدًا باليد الأخرى.. ونادى الطفل ثم عرض عليه المبلغين، فأخذ الطفل الجنيه ومضى .. فقال الحلاق للزبون: ألم أقل لك أنه غبي ؟ .. إنه في كل مرة يكرر نفس الأمر. وعندما خرج الزبون من المحل لحق بالطفل وسأله: لماذا تأخذ الجنيه في كل مرة وتترك العشرة جنيهات؟ .. فرد الطفل: لأنه في اليوم الذي آخذ فيه الجنيهات العشرة - سوف تنتهى اللعبة ! موضوعنا : المؤكد أن كل إنسان هو ذكي ذكاءً نسبيًا ، لكن لا أحد غبي تمامًا... يمكن فقط أن نقول أن لدى فلان أو علانٍ من الناس نسبة ذكاء قليلة ، ممكن .... أما وصف غبي – هكذا على إطلاقها – فـ لا .... إنها فرية اخترعها المتحذلقون في المجالس ليصفوا بها بعض الناس . . والواقع أن هناك من أُعطي قدرة على الحديث المنمق المؤثر ، أو الكتابة القوية الفعّالة ، وظن أولئك أن غيرهم أقل درجة منهم في الذكاء ، فوصفوهم بالغباء ، وما دروا أن لأولئك نسبة ذكاء كافية وقدر طيب من المهارات .. هذا كل ما في الأمر ... . ولذلك .. فمن يرى أنه ذكي والذي بجانبه غبي ، فإنه مخطئ أشد الخطأ ، ذلك لأن هذا الغبي الذي بجانبك - حسب زعمك - هو ناجح في أشياء أخرى أنت – نفسك - لم تنجح فيها . . والحياة – كما هو معلوم - مهارات ومواقف واتجاهات ، وأي ذكي لا يستطيع أن يلم بها كلها ، ولا حتى نصفها ، والغبي لديه قدرة على النجاح وإتقان مهارة أو أكثر في الحياة ، وهذا دليل على أنه ليس غبيًا ، بل هي شهادة براءة له من تلك الوصمة السيئة . . وعبر التاريخ هناك قصص عجيبة لبعض الناس ، كان المجتمع يظنهم أغبياء ، وإذ بهم بعد فترة يصعدون إلى قمة المجد ، فمن أغبياء لم يتفوقوا في المدارس ، إلى أسماء لامعة غيرت وجه التاريخ . . هل سمعتم بـ ألبرت أينشتاين العالم الفيزيائي الشهير صاحب النظرية النسبية والحائز على نوبل في الفيزياء 1921 ، هذا كان يعاني من صعوبة في الاستيعاب .. وهل قرأتم عن إديسون صاحب الألف ابتكار ومنها المصباح الكهربائي ، هذا كان يقول عنه أستاذه بالمدرسة الفاسد والأبله . وأيضا العالم نيوتن .. والرئيس جورج واشنطن .. والروائي توليستوي .... الخ وثمة - في واقع الأمر - من يقرر أنه لا يوجد ذكي عبقري له قدرات خارقة ، وهذا صحيح ... وقد رأى الناس أن الواحد من أولئك يمكن أن يعجز عن حلّ مشاكل معينة في حياته ، بمعنى أنه يمكن أن (يغرق في شبر مويه) في بعض مواقف الحياة ، بينما ينجو منها بذكاء من كنا نظنه غبيًا . . ولو نظرنا - أنت وأنا - حولنا لوجدنا أمثلة قريبة محسوسة لنماذج ممن كنا نظنهم أغبياء ، لم ينجحوا في المدارس .. ثم بعد دورة صغيرة للزمن فوجئنا بهم وهم أعلام يشار لهم بالبنان إما تجارًا أو موظفين أو حرفيين . . هذه السطور ليست على سبيل جبر الخواطر لمن نظن أنهم أغبياء .. ولا هي كذلك انتقاصًا أو غيرةً ممن هم في نظر بعضنا أذكياء عباقرة .. ولكنها مقاربة لواقع الحياة الحقيقي الذي نعيشه ، ومحاولة لتفكيك بعض التباسات هذه المفردة . . ولذلك دعنا نقول – مجازًا – ومن واقع تصنيفات الناس (الانطباعية) ... تواضع أيها الذكي ... وأرفع رأسك أيها الغبي ؟ ..

مشاركة :