تتعدد الجوانب الحضارية التي تنبثق من الأزهر الشريف إلى العالم كله وهذه الجوانب لا تخطئها عين، كما أن الأزهر ينظر للقارة الافريقية باعتبارها العمق الاستراتيجى لمصر، وتمثل دول حوض النيل الأحد عشر دولة بأفريقيا أهمية قصوى لمصر بحكم الجوار والروابط المشتركة، فلا عجب أن يولى الازهر طلاب هذه الدول أهمية خاصة. وتعتبر المنظمة العالمية لخريجى الأزهر واسطة العقد بين طلاب هذه الدول وبين الأزهر الشريف لما تقوم به من ادوار متعددة منها انشاء فروع للمنظمة في دول حوض النيل وتاتى في مقدمتها فرعا كينيا وتنزانيا ، حيث يمثل كل فرع منهما المظلة الرئيسية لخريجى الأزهر فيها حيث يتولى الخريجون القيام بانشطة دعوية وتثقيفية الغرض منها نشر المنهج الأزهري الذي يقوم على مبدأ الوسطية والاعتدال لتوضيح سماحة الإسلام في كل مناحى الحياة تبصيرًا للناس وتوجيهًا لهم، ومثال ذلك يقوم خريجو الأزهر بكينيا بإلقاء عدة محاضرات جماهيرية في المساجد الكبرى للتعريف بالمنهج الأزهري كمنهج عاصم للدماء ويقبل التعامل مع الاخر على قاعدة " ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة" ولم تنس المنظمة في ظل ما يموج به العالم من هجمات ارهابية ان تعقد دورات تدريبية مكثفة للتحذير من خطر الارهاب الاسود واثاره السلبية على الفرد والمجتمع فتم عقد دورة ل25 إماما ومدرسًا من دولة كينيا بمقر المنظمة بالقاهرة قام بالتدريس فيها كوكبة من كبار علماء الأزهر الشريف. ولإدراك المنظمة لأهمية دولة تنزانيا باعتبارها مركزا مهما لدول حوض النيل، تم افتتاح فرع للرابطة هناك ليكون نقطة التقاء الأزهريين الذين يزيد عددهم على 110 من الخريجين، ويأتي دور فرع المنظمة هناك التثقيفي والدعوى بمثابة المشكلة التى ينبعث منها الخير في نشر رسالة الإسلام الصحيحة.واستكمالًا لجهود المنظمة في إنشاء فروع لها بدول حوض النيل تأتى الخطوات تباعا لتاسيس فرعى رواندا وأوغندا، حيث تستعد المنظمة لاستقبال حوالى 29 متدربًا من دولة رواندا ليلتحقوا بدورة تدريبية ستعقد في اكتوبر المقبل.