لا تكن مثالياً

  • 7/9/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في كل مرة أضع فيها أهدافاً أسعى لتحقيقها أجد نفسي في شقاء وتعاسة، وذلك بسبب طَمَعي في المثالية. وهذا مادفعني إلى ضعف الإنتاجية والتسويف والمماطلة. وعندما قرأت قصة موسى عليه السلام مع الخضر، تيقنت أن المثالية تتنافى مع الإنتاجية وقد تكون أكبر العوائق في تعطيل مسيرة الإنتاج. لذلك عندما قال موسى عليه السلام عن نفسه أنه أعلم هذه الأمة في عصره – كما جاء في الأثر-، عاتبه الله عزوجل واخبره عن الخضر الذي هو أعلم منه، بالرغم من أن موسى عليه السلام أهم نبي وأعلى شأنًا وقدراً في ذلك العصر. ولكن لم يصل إلى المثالية وتعلم من الخضر. وأجد أن مشايخنا الفضلاء يرسخون مبدأ المثالية في التقوى والطاعة والعبادة واجتناب المعاصي والآثام، وهذا يتنافى مع خلق الله عزوجل للبشرية. فعندما يجد الإنسان قصوراً في الطاعة يدرك أنه لايمكنه الوصول إلى مرحلة المثالية، فيسبب له ذلك التقاعس والتكاسل والرجوع إلى ماكان عليه سابقاً. أيضاً في علاقاتك لاتكن مثالياً فتخسر الكثير ممن حولك. فركز على ما أنت عليه وسترى الإنتاجية والنجاح قريباً بإذن الله. و هذا يمثل قانون٢٠ – ٨٠ و ذلك أن ٢٠٪؜ من العمل المستمر يوصلك إلى ٨٠٪؜ من الأهداف التي رسمتها. وأن ٢٠٪؜ من موظفي المؤسسة يقودوا إلى إنجاز ٨٠٪؜ من نجاح المؤسسة. لا تكن مثالياً.. ولكن اسعَ للإستمرارية. المثالية تعني الكمال المطلق و هذا لا يكون إلا لله عز وجل فلا نقول الا ما قاله الناظم : تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ  .. على صفحات الماء وهو رفيعُ و لا تك كالدخان يعلو بنفسه ..  على طبقات الجو وهو وضيع

مشاركة :