ماكرون يعرض نهجه السياسي أمام البرلمان وسط انتقادات لأدائه

  • 7/9/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عرض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الإثنين، على البرلمان الملتئم بمجلسيه في قصر فرساي مشاريعه الإصلاحية للسنة المقبلة، في وقت تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع في شعبيته، وقال ماكرون لدى بدء خطابه الثاني في فرساي منذ توليه ولايته الرئاسية، إن “مشاعر الخوف والغضب لم تختف في عام”. ورغم الانتقادات التي شبهت سلوك الرئيس بـ”نظام ملكي” في قصر الملك لويس الـ14 وإعلان بعض نواب اليسار واليمين مقاطعة اللقاء، قرر ماكرون تنظيم سنويا هذا الاجتماع المستوحى من “خطابات الرؤساء الأمريكيين حول حال الاتحاد”. وفي هذه الأجواء من تراجع شعبيته وانتقادات خصومه لغطرسته المفترضة، قال ماكرون الإثنين، إنه “متواضع لكنه مصمم”، مؤكدا “أعلم أني لا أنجح في كل شيء”. وأضاف أن الحكومة ستقدم “في الأسابيع المقبلة القرارات الجديدة التي ستسمح بالالتزام بتعهد خفض نفقاتنا العامة” ووعد بـ”خيارات قوية وشجاعة”. وسيرسم خطابه الذي سيستمر ساعة “الخطوط العريضة” للأشهر المقبلة لمواصلة “تحول البلاد” من إصلاح الإعلام البصري السمعي إلى رواتب التقاعد بحسب المعلومات الشحيحة التي كشفتها اوساطه. ولا يتوقع أن يتطرق ماكرون إلى مشروع مراجعة الدستور، الذي ينص على خفض بـ30% عدد البرلمانيين وسيناقشه النواب اعتبارا من الثلاثاء. ومنذ انتخابه في ربيع 2017، ضاعف أصغر رئيس فرنسي سنا الإصلاحات: تليين القيود في سوق العمل وتخفيف الضرائب المفروضة على الشركات ودافعي الضرائب الأثرياء وإصلاح النظام التربوي والسكن و الشركة الوطنية للسكك الحديد رغم معارضة نقابة العاملين فيها الشديدة. وهذه التدابير الاقتصادية أولا جعلته يلقب بـ”رئيس الأغنياء” في صفوف معارضيه، إضافة إلى انتقاده للمساعدات الاجتماعية التي “تكلف كثيرا” في حين أن الرئيس وزوجته أوصيا لشراء مستلزمات مائدة فخمة بقيمة 500 مليون يورو. ويعتبر ثلث الفرنسيين سياسته “عادلة” (29%) أو “فعالة” (34%) بحسب استطلاع نشر الخميس، وأن رأى ثلاثة أرباع المستجوبين أن ماكرون ديناميكي (75%) تعتبر النسبة نفسها أنه “يحكم بصورة انفرادية وشخصية” (74%). “توازن لا يزال مفقودا” وصدرت انتقادات حتى داخل معسكره، حيث دعا البعض علنا إلى إعادة توازن من الناحية الاجتماعية. وأعربت النائبة بريجيت بورجينيون، التي تمثل الجناح اليساري في الحزب الرئاسي “الجمهورية إلى الأمام” عن الأمل في أن يتبنى الرئيس “سياسة اجتماعية محررة” للخروج من “منطق الشفقة”. ويعتبر النائب فريديريك باربييه في “لوموند”، أنه من عام “إذا لاحظنا بعض التقدم الاجتماعي لم يتم إيجاد توازن بعد” وأن “تحولا مرتقب للخروج من منطق الحسابات والموازنات”. من جهته، قال رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه من حزب “الجمهوريين” اليميني “آمل في أن يتحدث عن الفقر” في حين تم تأجيل الإعلان عن خطة لمعالجة الفقر في يوليو/تموز إلى الخريف. وقال زعيم نواب حزب الجمهوريين كريستيان جاكوب “سنشهد خطابا مطولا عن +حياتي وانجازاتي+ يتمحور أساسا حول شخصه”، أما نواب حزب “فرنسا المتمردة” من اليسار المتشدد فأعلنوا أنهم سيقاطعون المؤتمر وانتقدوا تنظيمه وتكاليفه التي تقدر بـ290 ألف يورو. وإيمانويل ماكرون ثالث رئيس فرنسي يتحدث أمام البرلمانيين في فرساي، لكنه الوحيد الذي كرر ذلك، وكان فرنسوا هولاند ألقى خطابا في فرساي بعد 3 أيام على اعتداءات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في باريس بعد نيكولا ساركوزي في يونيو/حزيران 2009.

مشاركة :