عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم (الاثنين)، على البرلمان الملتئم بمجلسيه في قصر فرساي مشاريعه الإصلاحية للسنة المقبلة، في وقت تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع في شعبيته. وقال ماكرون لدى بدء خطابه الثاني في فرساي منذ توليه ولايته الرئاسية ان «مشاعر الخوف والغضب لم تختف في عام». وعلى رغم الانتقادات التي شبهت سلوك الرئيس بـ«نظام ملكي» في قصر الملك لويس الـ14 واعلان بعض نواب اليسار واليمين مقاطعة اللقاء، قرر ماكرون تنظيم سنوياً هذا الاجتماع المستوحى من «خطابات الرؤساء الاميركيين حول حال الاتحاد». وفي هذه الاجواء من تراجع شعبيته وانتقادات خصومه لغطرسته المفترضة، قال ماكرون اليوم انه «متواضع لكنه مصمم»، مؤكداً «أعلم اني لا انجح في كل شيء». واضاف ان الحكومة ستقدم «في الاسابيع المقبلة القرارات الجديدة التي ستسمح بالتزام تعهد خفض نفقاتنا العامة» ووعد بـ«خيارات قوية وشجاعة». وسيرسم خطابه الذي سيستمر ساعة «الخطوط العريضة» للاشهر المقبلة لمواصلة «تحول البلاد» من اصلاح الاعلام البصري السمعي الى رواتب التقاعد بحسب المعلومات الشحيحة التي كشفتها اوساطه. ولا يتوقع ان يتطرق ماكرون الى مشروع مراجعة الدستور الذي ينص على خفض بـ30 في المئة عدد البرلمانيين وسيناقشه النواب اعتباراً من الثلثاء. ومنذ انتخابه في ربيع 2017 ضاعف اصغر رئيس فرنسي سنًا الاصلاحات : تليين القيود في سوق العمل وتخفيف الضرائب المفروضة على الشركات ودافعي الضرائب الاثرياء واصلاح النظام التربوي والسكن الشركة الوطنية للسكك الحديد على رغم معارضة نقابة العاملين فيها الشديدة. وهذه التدابير الاقتصادية اولاً جعلته يلقب بـ«رئيس الاغنياء» في صفوف معارضيه اضافة الى انتقاده للمساعدات الاجتماعية التي «تكلف كثيراً» في حين ان الرئيس وزوجته أوصيا لشراء مستلزمات مائدة فخمة بقيمة 500 مليون يورو. وفقط ثلث الفرنسيين يعتبرون سياسته «عادلة» (29 في المئة) او «فعالة» (34 في المئة) بحسب استطلاع نشر الخميس. وان رأى ثلاثة ارباع المستجوبين ان ماكرون ديناميكي (75 في المئة) تعتبر النسبة نفسها انه يحكم بصورة انفرادية وشخصية» (74 في المئة ). وصدرت انتقادات حتى داخل معسكره حيث دعا البعض علناً الى اعادة توازن من الناحية الاجتماعية. واعربت النائبة بريجيت بورغينيون التي تمثل الجناح اليساري في الحزب الرئاسي «الجمهورية الى الامام» عن الامل في ان يتبنى الرئيس «سياسة اجتماعية محررة» للخروج من «منطق الشفقة». ويعتبر النائب فريديريك باربييه في «لوموند» انه من عام «اذا لاحظنا بعض التقدم الاجتماعي لم يتم ايجاد توازن بعد» وان «تحولاً مرتقب للخروج من منطق الحسابات والموازنات». من جهته، قال رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه من حزب «الجمهوريين» اليميني: «آمل في ان يتحدث عن الفقر» في حين تم تأجيل الاعلان عن خطة لمعالجة الفقر في تموز (يوليو) الى الخريف. وقال زعيم نواب حزب «الجمهوريين» كريستيان جاكوب: «سنشهد خطاباً مطولاً عن حياتي وانجازاتي يتمحور اساساً حول شخصه». اما نواب حزب «فرنسا المتمردة» من اليسار المتشدد فاعلنوا انهم سيقاطعون المؤتمر وانتقدوا تنظيمه وكلفه التي تقدر بـ290 الف يورو. وايمانويل ماكرون ثالث رئيس فرنسي يتحدث امام البرلمانيين في فرساي لكنه الوحيد الذي كرر ذلك. وكان فرنسوا هولاند القى خطاباً في فرساي بعد ثلاثة ايام على اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 في باريس بعد نيكولا ساركوزي في حزيران (يونيو) 2009.
مشاركة :