يأتي «مؤتمر مكة» للمصالحة بين الفرقاء الأفغان اليوم (الثلاثاء)، ضمن جهود حثيثة ترعاها المملكة، انطلاقاً من دورها ومسؤولياتها تجاه العالم الإسلامي، باعتبارها قبلة المسلمين ومهبط الوحي، وتسعى من خلالها للمساعدة في تحقيق السلام والمصالحة بين جميع الأطراف الأفغانية لإنهاء الصراع القائم منذ مطلع يناير 2015، بين القوات الحكومية الأفغانية وحركة طالبان ومجموعات مسلحة أخرى، وهي الحرب السادسة منذ الحرب الأولى في 1979 وضمن سلسلة لا منتهية من الصراعات الداخلية التي يدفع ثمنها الأبرياء من أبناء الشعب الأفغاني وتسببت في تعطيل عجلة التنمية في البلاد.وتحت عنوان «المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلام والاستقرار في جمهورية أفغانستان»، الذي سيعقد في جدة ومكة المكرمة على مدار يومين متتاليين، تشارك نخبة من العلماء المسلمين من أنحاء العالم ضمن المساعي في تحقيق المصالحة ووقف سيل الدماء والعمليات الإرهابية التي حصدت أرواح آلاف الأبرياء، إضافة إلى إدانة الأعمال الإرهابية وتصحيح المفاهيم الخاطئة لتعاليم الدين الإسلامي، التي تتبناها الجماعات المتطرفة والإرهابية، والتي أذكت الفتن وساهمت في تأجيج الصراعات الداخلية في أفغانستان. ومن هنا فإن المأمول من هذا المؤتمر أن يضع الفرقاء في أفغانستان على الطريق الصحيح للمصالحة وعودة الاستقرار والأمن إلى ربوع البلاد، تمهيدا لبدء عمليات إعادة الإعمار وطي الصفحة السوداء في تاريخ أفغانستان.
مشاركة :