أكد خبراء أمريكيون لـ«عكاظ»، أنه لا بديل عن تحقيق مصالحة وطنية عراقية لمواجهة الخطر الذي يهدد بتقسيم العراق في ظل التلميح الإيراني بالتدخل. ورأت الباحثة الأكاديمية بمؤسسة هيرتديج للأبحاث السياسية فى واشنطن الدكتورة دابرا إيمز، أن ما يحدث حاليا في العراق يثير التساؤل حول ما إذا كان العراق قادرا على الاستمرار كدولة موحدة. وأشارت إلى أن الدعم الإيراني تسبب في تعاظم شعور رئيس الوزراء نوري المالكي بالتفوق وهو ما أدى إلى استفزاز الكثير من سنة العراق، الأمر الذي مهد لتدهور الأوضاع الأمنية. من جهته، حذر السفير الأمريكي السابق لدى المغرب مارك جانسبيرج، من أن الخطر المحدق بالعراق الآن بات أكثر خطورة من أي وقت مضى، ورأى أن القضية باتت أكبر من العراق، ولهذا السبب فقد دعت إيران، وهي حليف قوي لحكومة المالكي، إلى ضرورة إجراء دولي عاجل لمواجهة المتشددين الذين باتوا يسعون إلى الإطاحة بالأسد والمالكي.. وقال إن القوات النظامية العراقية سواء الجيش أو الشرطة فشلت حتى في مقاومة المهاجمين للمدن شمال العراق وهو ما يدفع إلى الظن بأنها تتفكك. وأبان جانسبيرج أن توازن القوى في العراق تغير بشكل درامي، بينما تتزايد قوة «داعش» في الأراضي العراقية والسورية بعدما استولوا على طائرات وكميات كبيرة من الذخيرة والعتاد. بدوره، قال أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة ولاية نيفادا فى رينو الدكتور جاك كامبل، إن العراق يواجه شبح الانزلاق إلى حرب أهلية، مالم يتحرك المجتمع الدولي بسرعة وبصورة حاسمة وقوية لتغيير هذا الواقع على الأرض إذ أن المسلحين بعدما سيطروا على الموصل وصلوا إلى مشارف بغداد وهو أمر جد خطير. ويرى كامبل أن عودة خطر القاعدة من جديد ليست خطأ أوباما فهنالك الكثير من العوامل المعقدة التي تحيط بالأمر وتفسر غضب الجمهوريين على ملابسات هجوم بنغازي في سبتمبر 2012 والتي كانت بمثابة إنذار مبكر لتزايد الفوضى والتطرف في الشرق الأوسط. واعتبر إن الرئيس الإيراني حسن روحاني يستعد الآن للتدخل والانقضاض على العراق بموافقة حكومة المالكي.
مشاركة :