حقوق الطفل بين القانون والتطبيق (1 من 2)

  • 7/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من هو الطفل؟ ومتى يسمى طفلاً؟ هل للطفل حقوق؟ وهل وضعت له تلك الحقوق؟ ولماذا؟ وهل هذه الحقوق مناسبة ومضمونة؟ وهل هي مطبقة كما ينبغي؟الطفل هو ذلك المخلوق المولود الصغير الناعم الجميل، الذي يولد ليرى النور على يدي والدين مهيئين لرعايته، إنه الهبة الإلهية للأسرة، الجزء المهم من هذا العالم، الذي ينبغي أن يعد إعداداً يضمن له إنسانيته ليكون شاباً سوياً ينفع نفسه، وأسرته، ووطنه.ويسمى الطفل طفلاً منذ لحظة الولادة حتى مرحلة البلوغ على ألا يتجاوز الثامنة عشر. وليس هذا هو المهم؛ إن المهم هو كيف أحفظ لهذا المخلوق الإنساني الذي وهبه الله الحياة، ووهبه الله سبحانه لنا حقوقه وأحترم ذاته، وأخلق منه إنساناً فاعلاً مؤثراً في مجتمعه.ألسنا نحن الذين نتغنى بأطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض. فهل كنا لهم كما نقول؟ وهل اهتم العالم بالطفولة ومصيرها وما يدور حولها؟إن ما نلاحظه في بعض المجتمعات ومع ظروف الحياة وصعوباتها، وتدهور أحوال بعض الأمم والشعوب والأسر، واللهث وراء الماديات من بعض الآباء والأمهات في المجتمعات المتحضرة، ظهور آفات كثيرة تنهش في جسد الأسرة والمجتمع، أضاعت سبل حماية الطفولة ووضعت براءتهم بين براثن المدنية وتبعاتها من جهة؛ كالنزاعات الأسرية، والتعنيف، والتمييز، وإهدار الوقت في ما لا طائل منه، والإهمال والاعتماد على الخدم في التربية... وغيرها.ومن جهة أخرى يعيش آلاف الأطفال بين براثن الفقر، والقسوة، والحرمان من التعليم والعناية الصحية، وتحت وطأة وأهوال الحروب والدمار. ومع مرارة الوجهتين وإحساس الغربة بالتخلي عنه، وتركه تحت وطأة الألم والفقر والحرمان والتمييز العرقي أو الديني أو المستوى الاجتماعي، واستغلاله في مجال العمل الذي يعرقل مسيرة تعليمه أو نموه الجسدي والنفسي، أصبح الطفل عرضة للانتهكات والإهانة، وزرع بذور الحقد والكراهية والغضب، والمرض والضعف، والحسرة، والانحلال الخلقي، والميل إلى الإجرام والانتقام... وغيرها من السلبيات التي قد تواجه الأطفال جراء الإهمال وفقدان الأمان والاهتمام والحب والعيش الكريم.ولذلك وضعت وثيقة حقوق الطفل العالمية التي أقامتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1959م، والتي تتضمن جميع ما يخص الطفل من حقوق إنسانية، وتم إنشاء صندوق لدعم كل احتياجات الأطفال في العالم، وهو ما يسمى منظمة اليونيسيف، والتي يقع على كاهلها تنفيذ الكثير من المشاريع والبرامج لحماية الأطفال وحفظ حقوقهم. ونصت هذه الوثيقة على العديد من الحقوق التي تهم الطفل والتي يجب على المجتمع تطبيقها لتعم الفائدة، وتحفظ الحقوق.إن أبسط الحقوق التي يجب أن ينعم بها الطفل سواء أكان طفلاً طبيعياً أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، هي حقه في الحياة، أن يعيش حياة كريمة، ينعم فيها بالأمان والاستقرار، من حق كل طفل أن يكون له اسم يحمله وأب وعائلة ينتمي إليها. وجنسية ينتمي بها إلى البلد الذي ولد به. ومن حق كل طفل أن ينعم بالخدمات الطبية والصحية التي تقدمها دولته من غذاء صحي، وعلاج طبي.من حق كل طفل أن يحظى بتعليم مناسب يكفل له مستقبله وينير له طريقه، وإعداد بيئة مناسبة تنمي مواهبه ومهاراته، وتضيف إلى معلوماته من خلال المكتبات والمنتديات والأنشطة المختلفة داخل المدارس. والأهم من ذلك إعداد المدرس الكفء المتفهم لمادته، المحب لمهنته، الحريص على بذل الجهد لإعداد أجيال من الدارسين على أسس علمية محببة، تعتمد على جعل المجال الدراسي مجالاً محبباً لتفتح أذهان الأطفال، بأسلوب يعتمد على الاحترام والحب للسير في عملية التعلم دون أي عائق.

مشاركة :