ان (أ ف ب) مضت موسكو أمس في ترتيب تسوية تستعجلها للملف السوري، عشية قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في هلسنكي الإثنين المقبل، فحصلت على ضمانات إسرائيلية بـ «عدم العمل ضد النظام السوري في المناطق المتاخمة للجولان المحتل، في مقابل إبعاد إيران ومليشياتها عن المنطقة». كما أُعلن عن اجتماع لزعماء الدول الضامنة لعملية «آستانة» (روسيا وتركيا وإيران) تستضيفة طهران قريباً. وبالتزامن، عقدت المجموعة المصغرة حول سورية اجتماعاً في بروكسيل أمس ناقش الإسراع في دعوة لجنة الدستور السوري التي يجري تشكيلها، للاجتماع. وغداة لقاء بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في موسكو، أكد الأخير أن الدولة العبرية «لا تعرقل تمركز نظام الرئيس بشار الأسد عند حدودها (في الجولان المحتل)، وهذه خطوة يولي الروس أهمية لها». لكنه لفت للصحافيين قبل مغادرته موسكو أمس، إلى أن «الأمر المهم هو الحفاظ على حريتنا في العمل ضد أي جهة تعمل ضدنا»، في إشارة واضحة إلى إيران و «حزب الله». وزاد: «روسيا تعمل فعلاً من أجل إبعاد إيران والميليشيات الشيعية عن حدود إسرائيل... الإيرانيون لم يُبعَدوا بالكامل، وإنما لبضع عشرات الكيلومترات. ورسالة إسرائيل ما زالت خروج شامل للإيرانيين». وفي بروكسيل، اجتمعت أمس المجموعة الدولية المصغرة حول سورية، بمشاركة وزراء خارجية بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، إن الاجتماع ناقش «دفع التسوية السياسية، وضرورة قيام المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بالدعوة الى عقد أول اجتماعات لجنة صوغ الدستور، باعتبارها الخطوة الضرورية لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ أكثر من ستة أشهر. كما ناقش التقدم في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وتقلص حضوره إلى جيوب منعزلة في شمال شرقي سورية وجنوبها الغربي». وأفاد بأن شكري عرض خلال الاجتماع جهود بلاده لتوفير الظروف الملائمة لبدء الجولة الأولى للجنة صوغ الدستور. ميدانياً، أعلن النظام السوري السيطرة على كل مدينة درعا. وذكر التلفزيون السوري أن القوات الحكومية دخلت جنوب المدينة الخاضع للمعارضة. وأفاد شهود بأن مركبات تابعة للنظام ترافقها الشرطة العسكرية الروسية، دخلت درعا. بالتزامن، وسّع تنظيم «داعش» الإرهابي، عبر ذراعه في الجنوب فصيل «جيش خالد»، مناطق سيطرته لتشمل كل القرى والبلدات في حوض اليرموك، المتاخم للجولان المحتل وحدود الأردن، في حين توقع الجنرال الفرنسي فريدريك باريزو أن يُهزم «داعش» في شرق سورية «خلال أسابيع»، مرجحاً في تصريحات أدلى بها في بغداد، حيث يمثل بلاده لدى قيادة التحالف الدولي، أن يحصل ذلك «بحلول نهاية الصيف». وقال في المؤتمر الصحافي الأسبوعي إن «المعركة الأخيرة لداعش ستكون بين البوكمال والميادين (محافظة دير الزور) خلال الأسابيع المقبلة».
مشاركة :