أبوظبي: محمد علاء كشف المركز الوطني للأرصاد عن تنفيذ 92 طلعة جوية للاستمطار في أنحاء الدولة كافة منذ بداية العام الجاري، مشيراً إلى تنفيذ طلعات جوية مؤخراً في المناطق الشرقية من الدولة التي تكونت بها السحب الركامية نتيجة للعوامل الجوية، لتحفيزها لزيادة كمية الأمطار التي تهطل منها، لافتاً إلى أن المناطق الشرقية في الدولة تشهد أكبر تجمعات للسحب الركامية الممطرة، نظراً إلى وجود السلاسل الجبلية بها، وتكثر خلال فصل الصيف.قال خالد العبيدلي رئيس قسم تطبيقات الاستمطار بالمركز الوطني للأرصاد إن عمليات الاستمطار ساهمت في زيادة كمية الأمطار بنسب بلغت بين 15% إلى 25% مضيفا أن عملية تحفيز السحب تستغرق من 40 دقيقة إلى 3 ساعات حسب كتلة السحب وحجمها وسرعتها.وأوضح أن عملية الاستمطار تعتمد على التلقيح لزيادة قطرات المياه داخل السحب الركامية بواسطة استخدام أملاح كلوريد الصوديوم، وكلوريد الكالسيوم وكلوريد البوتاسيوم مضيفا أنّ هذه العملية تتضمن مراحل مختلفة تبدأ باجتماع قسم التنبؤات العامة ووضع تنبؤات الطقس لمدة 4 أو 5 أيام، وبناء على هذا التنبؤ يقوم قسم الاستمطار بتحديد الحالة المؤثرة على الدولة، و إذا كانت هناك حالة تستدعي طلعات الاستمطار يتم إعطاء الأمر للطيارين بالاستعداد للطلعات الاستكشافية وإرسال المعلومات للمركز وبعد ذلك تبدأ العملية.وقال العبيدلي: بفضل نشرة الأحوال الجوية التي يصدرها المركز الوطني للأرصاد، يمكن توقّع مكان وزمان تكوّن السحب الركامية، ثم يتمّ الإعداد للعملية قبل ثلاثة أيام وإبلاغ الطيارين وتجهيز الطائرات في ساعة التنفيذ، يتلقى الطيّار الأوامر من غرفة العمليات في المركز من أبوظبي بالإقلاع بعد أن نحدّد له الوجهة بخطوط الطول والعرض، أي مكان تكوّن السحابة، بواسطة أجهزة الرادار المنتشرة في المناطق وعددها، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية.وأضاف أن غرفة العمليات تضطلع بمهمة دراسة السحابة أثناء تكونها وكمية المياه في داخلها وإعطاء الأوامر للطيار، حول عدد الشعلات الملحية التي يجب إطلاقها في اللحظة ذاتها موضحا أنه لا بد من الإشارة إلى أنّ الأملاح التي تخرج من الشعلات هي ذرات صغيرة تشكل سطحاً جيداً يتكثف عليه بخار الماء لتتكون قطرة صغيرة من الماء، وبفعل العملية الفيزيائية أو الديناميكية للهواء داخل السحابة، تتصادم ملايين القطيرات فتلتحم لتشكل قطرة كبيرة لا يمكن للهواء الصاعد حملها فتسقط على شكل أمطار على سطح الأرض ومن ثم إلى باطنها لتكوّن المياه الجوفية.وقال : إن الدولة تستخدم طائرات Cloud-seeding Beechcraft من نوع King air c90 التي تتحمّل الظروف الجوية الصعبة التي قد تصل إلى ارتفاع 25 ألف قدم، بالإضافة إلى أنّها مهيأة لتركيب أجهزة الاستمطار على هيكلها الخارجي ووضع أجهزة الدراسات في داخلها، لافتا إلى أن المركز يمتلك ست طائرات تقلع من مطار العين الدولي أو من مطار البطين الخاص في أبوظبي.وذكر أنه يعمل لدى المركز 6 طيارين يملكون سنوات عديدة من الخبرة في عالم الطيران، مضيفا أن المركز يشترط على كلّ طيّار أن يكون أنهى أكثر من 3000 ساعة طيران على مختلف أنواع الطائرات ثم يلتحق بدورات تدريبية ينظّمها المركز.
مشاركة :