183 طلعة جوية للاستمطار في الدولة خلال 2016

  • 12/25/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، إنه منذ بداية العام الجاري حتى الآن تم تنفيذ 183 طلعة جوية للاستمطار في أنحاء الدولة كافة، كاشفاً أنه يعمل حالياً على تشغيل مصنع للشعلات أو مواد الاستمطار لتكون محلية الصنع. شحّ في المياه أكد برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار أنه وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، سيواجه نحو نصف سكان العالم شحّاً كبيراً في المياه بحلول عام 2030، وستشهد البلدان النامية الجزء الأكبر من الزيادة السكانية العالمية، والمتوقع أن تصل إلى ثلاثة مليارات نسمة، على مدى العقود الثلاثة المقبلة، ما سيشكل عبئاً كبيراً على الإمدادات المحدودة من المياه الصالحة للشرب. تعديلات على السدود كشف مدير مركز الأرصاد الجوية والزلازل، الدكتور عبدالله المندوس، عن «مشروع بين المركز ووزارتي البيئة والمياه والأشغال العامة، يتضمن تنفيذ تعديلات فنية على السدود المائية في الدولة، لوقف هدر مياه الأمطار والفيضانات، ودرء مخاطرها». أبحاث الاستمطار يقدم برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، منحة إجمالية تبلغ قيمتها خمسة ملايين دولار (18 مليون درهم)، تقدم على مدى ثلاث سنوات، للبحوث الأكثر تميزاً في مجال الاستمطار من حول العالم. وأشارت مديرة البرنامج، علياء المزروعي، إلى أنه منذ انطلاق الدورة الثانية في يناير الماضي، تلقى 91 مشروعاً بحثياً. التغيرات المناخية طوّر باحثون في معهد مصدر، نماذج مناخية جديدة قادرة على التنبؤ بدقة بالتغيرات المناخية الأساسية في بيئة الدولة، كدرجة الحرارة والأمطار ورطوبة التربة، ما يتيح تكوين صورة أوضح عن الطقس والمناخ، وتالياً وضع الخطط والسياسات الأنسب بناء على ذلك. وأشارت الباحثة، عائشة اليماحي، إلى أن «النماذج المناخية تعد بمثابة أدوات مهمة تتيح فهم الصلة بين المناخ والدورة المائية، خصوصاً في المناطق الجافة كدولة الإمارات، وبناء على تأثر الإمارات الشديد بتغير هطول الإمطار، التي تعد مورداً مهماً لتغذية المياه الجوفية في الدولة، فإن أي تغير يطرأ على المناخ ستكون له تأثيرات كبيرة، سواء إيجابية أو سلبية». للإطلاع على 9 مهام لقسم الاستمطار بـ"الوطني للأرصاد"  يرجى الضغط على هذا الرابط. وأضاف أن أبحاث الاستمطار في الإمارات بدأت عام 1990، فيما بدأت عمليات الاستمطار منذ عام 2001، وتم تطويرها بالتعاون مع عدد من المنظمات، مثل المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في كولورادو في الولايات المتحدة الأميركية، ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وذلك بهدف زيادة كميات مياه الأمطار بما يصل إلى 30%، للمساعدة على استعادة مخزون المياه الجوفية، وزيادة الإنتاج الزراعي، وخفض اعتماد الدولة الكبير على المياه المحلاة. وتفصيلاً، قال مدير المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، الدكتور عبدالله المندوس، لـ«الإمارات اليوم»، إن الاستمطار في الدولة شهد تقدماً كبيراً، لاسيما بعد تأسيس برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، الذي يطمح إلى تحقيق تطوير الفهم العلمي المتعلق بالاستمطار، ونمذجة وتحليل وتقييم البيانات المتعلقة بهطول الأمطار وتكوين السحب، وتطوير التجارب والتقنيات والمعدات المستخدمة، وتقييم التقنيات المستخدمة حالياً في عمليات الاستمطار، واكتشاف تقنيات جديدة لتعزيز هطول الأمطار. وأضاف «منذ بداية العام 2016 إلى اليوم، تم تنفيذ 183 طلعة جوية في أنحاء الدولة كافة، حيث يتم تحديد عدد الشعلات اللازمة لتلقيح كل سحابة، من خلال دراسة آنية لعمر السحابة (تمتد منذ بداية نشأتها حتى اضمحلالها إلى 45 دقيقه فقط)، ويقوم بها منفذ العملية على الأرض، من خلال دراسة الصورة المقطعية لكل منها المأخوذة عبر الرادار، ويتم إبلاغ الطيار بإطلاق شعلتين أو شعلة واحدة، حسب تقدير منفذ العملية، وبعد فترة وجيزة يراقب المنفذ الصورة المقطعية مع جمع البيانات عن مدى تطور تلك السحابة، وقد يتم إطلاق مزيد من الشعلات إذا استلزم الأمر ذلك، مع الأخذ في الاعتبار أن الزيادة المفرطة في الشعلات يمكن أن تؤدي إلى الاضمحلال السريع للسحابة». وأكد المندوس أن «المركز الوطني للأرصاد يشغل 73 محطة رصد جوي آلية، وست محطات رادار طقس، ومحطة طبقات الجو العليا، وأربع طائرات لإجراء عمليات الاستمطار، وهي قادرة على تحمل الظروف الجوية الصعبة، والارتفاع إلى 25 ألف قدم»، مشيراً إلى «عدم استخدام أي مواد كيماوية ضارة في عمليات الاستمطار، إذ يتم الاعتماد على الأملاح الطبيعية مثل كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم، وكلوريد الكالسيوم، التي ليس لها أي تأثير ضار في البيئة، وهي مطابقة للمعايير والنسب الدولية المسموح بها». وأوضح أن «قسم تطبيقات الاستمطار في المركز ينفذ عمليات الاستمطار على كل سحابة صالحة للاستمطار فوق مختلف مناطق الدولة، لكن أكثر المناطق المستهدفة هي الشرقية والشمالية الشرقية، بسبب الطبيعة الجبلية هناك، والتي تساعد على إحداث عملية رفع للهواء الرطب للطبقات العليا من الجو، وبدوره تحدث عملية التكثف، ومن ثم تتشكل السحب الركامية، وهذا الهواء يأتي عادة من بحر عمان والمحيط الهندي، في فصل الصيف، ويطلق عليه في الموروث الشعبي لدولة الإمارات (الروايح)». ولفت المندوس إلى «عدم إمكانية تحديد نسبة الزيادة المائية المتحصلة من كل سحابة، أو حالة جوية على حدة، لكن من خلال الدراسات الإحصائية التي تم تنفيذها في الدولة ودول العالم المستخدمة لتقنية الاستمطار، تبين أن هناك زيادة تراوح بين 15% و30%». إلى ذلك، أكدت أستاذة الهندسة الكيميائية والبيئة في معهد مصدر، الدكتورة ليندا زو (الباحث الرئيس بمشروع توظيف تكنولوجيا النانو في تسريع تكثيف المياه حول النواة وزيادة حجم القطرات لإحداث الاستمطار)، أن «المشروع يسعى إلى الاستفادة من خصائص البنية النانومترية الفريدة التي تتمتع بها المواد المستخدمة في استمطار السحب للمساعدة على تكثيف بخار الماء في السحب، وهي عملية ضرورية لتشكيل قطرات المطر»، مشيرة إلى أن «فكرة المشروع تأتي في جعل الضغط البخاري يستمر بالانحدار حول أنوية التكاثف، إذ تعمل تقنية النانو على توفير هالة ضوئية نتيجة تأثير التفاعل الكيميائي للأشعة فوق البنفسجية، التي تضمن استمرار التكثيف، وتحسين عمليات التصادم والتلاحم، وزيادة حجم قطرة الماء إلى المستوى المطلوب، وستتم أيضاً دراسة مادة الغرافين النانونية الحجم، لتحل محل مواد التلقيح حالياً، لتسريع عملية تطور ونمو البلورات الثلجية، بالإضافة إلى دراسة ومراقبة تفاعلها مع الوسط المائي». فيما أكد برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، أن هناك خطراً حقيقياً يتمثل في تفاقم مشكلة شح المياه، التي تشكل أحد المكونات الرئيسة للأمن القومي، وتبرز حاجة ملحّة لأن تقوم الدول بتعزيز قدراتها المائية، من خلال تشجيع البحث والتطوير، والاستثمار في التقنيات الجديدة، والحفاظ على الموارد بشكل أكثر كفاءة، وإقامة شراكات دولية فعالة.

مشاركة :