لم تصمد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أكثر من ساعات قليلة، فقد أعلن خلال لقائهما في مقر إقامتها الريفي في تشيكرز أن ما نشرته الصحف محض كذب وأنه يكن لها كل احترام وليس لديه اعتراض على خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي. إلى ذلك، تظاهر آلاف في لندن وخارجها ضد زيارة ترامب وأطلقوا دمية باسم «ترامب البرتقالي الصغير»، وانتقده سياسيون لأنه كان غير لائق في تصريحاته عن رئيسة الوزراء وتفضيله أن يكون وزير الخارجية السابق بوريس جونسن في منصبها. وكانت صحيفة «ذي صن» الشعبية نقلت عن ترامب قوله قبيل وصوله إلى غداء عمل مع ماي في مقر إقامتها الريفي، إنها تجاهلت نصيحته لكيفية إجراء مفاوضات مع بروكسيل. وحذرها من أن محاولتها «إقامة علاقات قوية مع الاتحاد الأوروبي ستجعل أي اتفاق للتبادل التجاري مع الولايات المتحدة غير وارد». وأوضح أن هذا الاتفاق مع بروكسيل «يعني أننا (في واشنطن) نتعامل مع الاتحاد بدلاً من المملكة المتحدة وهذا يقتل اتفاقنا». وأصر على أن جونسون «سيكون افضل رئيس وزراء». وتحدثت وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عما وصفته باللحظة «المحرجة» عندما أمسك ترامب بيد ماي (كما فعل عندما زارته في البيت الأبيض لتهنئته بالرئاسة) أثناء مراسم استقباله في المملكة المتحدة. وبدا أنه كان يحاول مساعدتها على صعود الدرج بإمساك يدها أو بعض أصابعها عند مدخل مقر إقامتها الريفي، حيث كان مقرراً إقامة عشاء رسمي في مناسبة زيارته. وكانت ماي أول زعيمة أجنبية تزور ترامب بعد توليه السلطة. وكانت اللقطة الأكثر انتشاراً لتلك الزيارة عندما أمسك بيدها لمساعدتها على هبوط درج في البيت الأبيض. وأثارت تصريحات الرئيس وسلوكه غضب مسؤولين بريطانيين، وسأله وزير الجامعات سام جياماه «اين لباقتك سيدي الرئيس؟». وصوّب نواب من حزب المحافظين على الرئيس «لتصميمه على إهانة» ماي. ووصفه حزب العمال المعارض بأنه «وقح جداً». ولزمت رئاسة الوزراءالصمت لكن مساعد وزير الخارجية آلان دنكن قلّل من اهمية الأمر وقال إن ترامب «مثير للجدل، هذا أسلوبه». وأطلق معارضو زيارة الرئيس الأميركي دمية على شكل منطاد خارج البرلمان تمثله على هيئة طفل برتقالي اللون غاضب. وقال رئيس بلدية لندن صادق خان الذي سمح بإطلاق الدمية إن «ربط الرئيس بين ارتفاع معدلات الجريمة في العاصمة بالهجرة أمر مناف للعقل». وأضاف «أن تلقى مسؤولية ذلك على الهجرة من أفريقيا هو في اعتقادي أمر مناف للعقل وعلينا أن ننتقده (ترامب) عندما يفعل ذلك». وقالت النائب ساره وولاستون، من حزب المحافظين، ورئيسة لجنة الصحة ان ترامب «مصمم على اهانة رئيسة حكومتنا». وشنت هجوماً على «خطابه المبطن المثير للانقسام»، مضيفة «إذا كان تبني نظرة دونالد للعالم ثمناً للاتفاق (مع واشنطن)، فإنه لا يستحق الثمن». اما اميلي ثورنبيري، الناطقة باسم حزب العمال للشؤون الخارجية والتي وصفت خطة ماي بـ «الوهم» فقالت إن ترامب كان «في غاية الوقاحة». وتساءلت: «ماذا علمته والدته؟ إنه ليس بتصرف لائق». وأكدت ايفيت كوبر، النائب العمالية ورئيسة اللجنة البرلمانية للشؤون الداخلية إن «تصرف ترامب المسيء يجعلني اتعاطف مع تيريزا ماي». وعرض الزعيم العمالي السابق ايد ميليباند مقترحات للرد على الرئيس. وكتب: «يمكنها (ماي) أن تقول نختلف على بعض الامور: إنتزاعه الاطفال من اهاليهم وهجماته العنصرية على رئيس بلدية لندن وأكاذيبه وإعجابه بالمستبدين وأعتقد أن تسريحته سخيفة». من جهة أخرى، يعتري الفتور العلاقات بين الرئيس الأميركي والحكومة الاسكتلندية بسبب خلاف قديم عمره عشر سنوات حول ملعب للغولف يملكه، ولا يتوقع ان تشهد تحسناً مع وصوله الى أدنبره نهاية الاسبوع، حيث يزور مجمعه الرياضي والفندقي الفاخر الذي يتضمن ثلاثة ملاعب للغولف في تورنبيري (جنوب غرب). والخلاف يدور منذ فترة طويلة حول ملعب «ترامب انترناشونال غولف لينكس» الواقع شمال اباردين (شمال شرقي اسكتلندا).
مشاركة :