قال الناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم (الإثنين) إن خطة الحكومة للخروج من الاتحاد الأوروبي لم تتغير على رغم مقامرة انتخابية أسقطت سياسة بريطانيا في براثن الفوضى قبل أيام من بدء محادثات الخروج رسمياً. وأخفقت ماي في الفوز بغالبية برلمانية واضحة في انتخابات الأسبوع الماضي ما أثار دعوات للحد من خطتها للخروج من السوق الأوروبية الموحدة وجعل بعض المشرعين المنافسين يطالبون بتأجيل عملية الخروج. وقال الناطق باسم ماي «موقفنا واضح. وأوضحناه في عدد من المناسبات ولم يطرأ تغيير عليه»، مضيفاً أن وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيز شدد على الموقف نفسه في وقت سابق اليوم. ومضى قائلاً «من البديهي أن تدور نقاشات في الحكومة لكن ديفيز أوضح أننا وضعنا خططنا بوضوح ولم يطرأ تغيير عليها». وأجبرت نتيجة الانتخابات ماي على السعي إلى اتفاق مع حزب صغير يضم سياسيين من إرلندا الشمالية وهو «الحزب الديموقراطي الوحدوي» لمساندة الحكومة والتصويت على التشريعات المهمة. وقال الناطق باسم ماي «المحادثات مستمرة مع الحزب الديموقراطي الوحدوي وهناك تقدم جيد». ومن المتوقع أن يكون أول اختبار لأي اتفاق هو خطاب الملكة وهو مناسبة رسمية تطلب الحكومة من البرلمان فيها إقرار أجندتها التشريعية. وقالت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) اليوم، إن حكومة بريطانيا سوف تؤخر خطاب الملكة الذي عادة ما توضح من خلاله خططها في شأن السياسة، وذلك بسبب الاضطرابات عقب فشل ماي في تحقيق غالبية برلمانية واضحة الأسبوع الماضي. وأضافت أن الخطاب كان مقرراً في 19 حزيران (يونيو) لكنه سيؤجل أياماً عدة. وأثارت صدمة نتيجة الانتخابات أسئلة مهمة عن الطريقة التي ستتبعها ماي للمضي قدماً في خطتها لتحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال الناطق باسم ماي إنها ما زالت ملتزمة استكمال عملية الخروج في غضون عامين مثلما هو مقرر، وإن بريطانيا ستظل مستعدة للانسحاب من المفاوضات من دون اتفاق إذا اقتضت الضرورة. وأضاف «لا يزال موقفنا هو أننا نريد إبرام أفضل اتفاق ممكن للمملكة المتحدة ونحن واثقون من ذلك لكن بالطبع ما لا نتمناه هو الاتفاق على أي شيء يضر مصالح المملكة المتحدة بأكملها». وفي شأن آخر، قالت الشرطة البريطانية إن سلمان عبيدي المفجر الانتحاري الذي قتل 22 شخصا في حفل لموسيقى البوب في شمال إنكلترا الشهر الماضي صنع العبوة الناسفة بنفسه على الأرجح في الأيام التي سبقت الهجوم. وأضافت أن عبيدي (22 عاماً) المولود في بريطانيا لأبوين من أصل ليبي سافر إلى ليبيا في 15 نيسان (أبريل) وعاد في 18 أيار (مايو) أي قبل هجومه على حفل المغنية أريانا غراندي في مانشستر بأربعة أيام. وتابعت أنه ظهر في لقطات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة وهو يشتري مكونات القنبلة بعد وقت قصير من عودته لبريطانيا بما في ذلك صواميل استخدمت كشظايا إلى جانب علبة ربما احتوت المتفجرات. وقال محققون إنهم يعتقدون أن المواد التي استخدمت في صناعة القنبلة كانت مخزنة في سيارة «ميكرا» بيضاء اشتراها عبيدي في 15 نيسان أي قبل وقت قصير من سفره إلى ليبيا. وقال رئيس شرطة نورث وست لمكافحة الإرهاب راس جاكسون «تجميع كل الأجزاء حدث في ما يبدو في الأيام القليلة التي سبقت الهجوم. تظهر تحرياتنا أن عبيدي بنفسه تولى تجميع العبوة». وقالت الشرطة إنها ما زالت بحاجة إلى تحديد ما إذا كان عبيدي قد تصرف بمفرده في الحصول على كل المواد وتخزينها أو أن هناك آخرين كانوا على علم بخطته. وغادر هاشم شقيق عبيدي بريطانيا في نفس الوقت تقريباً واعتقله محققون ليبيون لمكافحة الإرهاب هو ورمضان والدهما بعد الهجوم. وقال ناطق باسم قوة الردع الخاصة لمكافحة الإرهاب ومقرها طرابلس لـ «رويترز» الأسبوع الماضي إن هاشم أخبره بأن شقيقه سلمان تطرف في بريطانيا في 2015. وأضاف «وقال هاشم إنه اشترى جميع الأشياء التي يحتاجها سلمان للهجوم من المملكة المتحدة وأضاف أن سلمان كان يخطط لتنفيذ هجوم لكنه لم يكن يعرف أين». وقال جاكسون «هاشم عبيدي معتقل حالياً في ليبيا. هناك الكثير من التقارير الإعلامية عما قاله في ليبيا ونأمل في إجراء مقابلة معه في ما يتعلق بهذا الهجوم». وكانت الشرطة البريطانية التي تحقق في الهجمات الدموية التي وقعت على جسر لندن في مطلع الأسبوع الماضي، أعلنت اليوم أنها اعتقلت شاباً عمره 19 عاماً في شرق لندن أمس. وقالت شرطة العاصمة البريطانية في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني أن الشاب محتجز في مركز شرطة جنوب لندن وتم اعتقاله بموجب قانون الإرهاب. وتحتجز السلطات ستة رجال آخرين في ما يتعلق بالاعتداء الذي وقع السبت الماضي، والذي قتل فيه ثمانية أشخاص وأصيب 50 آخرون، بعدما دهس ثلاثة متشددين المارة على جسر لندن، ثم طعنوا الناس بسكاكين.
مشاركة :