تعترض سعي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى توحيد مواطنيها في شأن ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، عقبة أساسية مفادها أن عليها عرض أي اتفاق مع بروكسيل على مجلس العموم (البرلمان) المنقسم على نفسه. إذ أعلن 9 من قياديّي حزب المحافظين الحاكم انضمامهم إلى تكتل عابر للأحزاب، يطالب بتغيير خطة الحكومة، والبقاء في الاتحاد الجمركي. وانضم إلى هذا التكتل وزيران سابقان، هما اللورد كريس باتن واللورد دوغلاس هوغ، للمطالبة بتغييرات أساسية في الاتفاق المتعلّق بالاتحاد الجمركي، واعتماد التصويت على أي اتفاق آخر، فيما تحاول الحكومة تمرير الاتفاقات من دون عرضها على البرلمان. كما يطالب التكتل بالأخذ برأي النواب، إذا لم تتوصل ماي إلى اتفاق مع بروكسيل. معلوم أن حزب العمال يسعى إلى تعزيز مشاركة البرلمان في القرارات المتعلقة بـ «بريكزيت». إلى ذلك، يقود رئيس الوزراء السابق توني بلير حملة ضد «الطلاق» مع الاتحاد الأوروبي، معتبراً الأمر «خطأ استراتيجياً ضخماً». ولفت إلى وجوب منح الناخبين، لدى معرفة شروط «الطلاق»، فرصة للاختيار بين موافقتهم على الشروط، أو على عضوية الاتحاد. وأضاف: «لم يبقَ كثيرٌ من الوقت قبل أن نخرج، وسنواصل النقاش إلى أن نرى شروط العلاقة الجديدة، وبعدها يمكننا اتخاذ القرار». وأظهر استطلاع إلكتروني أعدّته مؤسسة «كومريس» ونشرت نتائجه صحيفة «ديلي إكسبرس» المؤيّدة لـ «بريكزيت»، أن 35 في المئة من البريطانيين يريدون استفتاءً ثانياً في هذا الصدد، في مقابل معارضة 65 في المئة. وكانت ماي وجهت نداءً إلى البريطانيين، لكي يقفوا صفاً واحداً في مواجهة استحقاق الخروج من الاتحاد، خلال جولة لها في اسكتلندا وإنكلترا وإرلندا الشمالية وويلز الخميس. وقالت: «بريكزيت يفتح أمامنا فرصاً. أريد أن أراكم متحدين في المناطق الأربع للمملكة المتحدة، وستتركون الاتحاد الأوروبي في 29 آذار (مارس) 2019». وأضافت: «أنا مصممة على أن مغادرتنا الاتحاد، وفي السنوات التي تليها، ستعزّز الروابط التي توحّدنا. مع استعادتنا السيطرة على قوانيننا وحدودنا واغتنامنا الفرص، ستزدهر المملكة المتحدة بلداً قوياً ومتحداً، يعمل من أجل الجميع، بصرف النظر هل أيّدتم المغادرة أو البقاء في الاتحاد».
مشاركة :