مثّلت إعادة السيطرة على مدينة درعا (جنوب سورية) والجامع العمري الذي يقع في وسطها، نصراً معنوياً للنظام السوري. وكانت الاحتفالات التي سعت وسائل إعلام النظام إلى التركيز عليها، لافتة في مضامينها، إذ بدت بمثابة رسالة من المدينة التي خرجت منها شرارة الثورة الثورية. وبث التلفزيون السوري تسجيلاً مباشراً من وسط المدينة يظهر رفع العلم على مبنى البريد، كما ظهر فيه الجامع العمري الذي يعتبر رمزاً من رموز الثورة السورية، علماً أن الجامع المذكور يعتبر أحد أهم المساجد الأثرية المنتشرة في محافظة درعا (جنوب سورية)، ويقع وسط منطقة «درعا البلد»، وينسب اسمه إلى الخليفة عمر بن الخطاب، الذي أمر ببنائه عندما زار المدينة في العام 635 للميلاد. وأشرف على بناء المسجد عدد من الصحابة، منهم: أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وهو حافظ على شكله القديم إلى أن شملته عمليات ترميم حديثة غيرت بعضاً من معالمه القديمة، إلا أنها لم تطوّل منارته وواجهته القبلية، ليصبح بمخططه الحديث، بمثابة نسخة مصغرة من «الجامع الأموي» في دمشق، من حيث احتواؤه على أروقة انسيابية، وحرم واسع للصلاة، وصحن خارجي مكشوف، ومئذنة شامخة. وشهد المسجد انطلاقة شرارة الثورة والاحتجاجات ضد النظام السوري في آذار (مارس) 2011، وتحول بعدها إلى ساحات معارك، ومن ثم تعرض لقصف متكرر أدى إلى تدمير مئذنته بشكل كامل، وأضرار في صحنه. وأثارت سيطرة النظام على الجامع ردود فعل واسعة لدى مؤيدي النظام السوري، إذ قالت الإعلامية الموالية للنظام ديمة ناصيف على صفحتها في موقع «فايسبوك»، إن «العلم السوري رفع فوق الجامع العمري بدرعا البلد، هذا الجامع الذي خرجت منه أولى دعوات إسقاط الدولة السورية». وأضافت: «بعد سبع سنوات تعود الدولة بعلمها وجيشها وسيادتها إلى المكان عينه، إلى حيث اشتعلت الفتنة، لوأدها إلى غير رجعة».
مشاركة :