منذ وصول بلجيكا وكرواتيا إلى الدور نصف النهائي لمونديال روسيا وتأهل الأخيرة للمباراة النهائية، والتحليلات حول أسباب وصول المنتخبيين لهذه المرحلة المتقدمة من المنافسة لم تعرف لها نهاية، لدرجة أن هناك من المحللين من أخذ يحسب عدد سكان البلدين الذين لا يتجاوزون عدة ملايين، ويقارنها بمنتخبات دول أخرى يتجاوز عدد سكانها المئة مليون، ومع ذلك لم تنجح في المنافسة وخرجت من المونديال، فهل يعقل أن يصل بتفكير من نعهدهم بالخبراء أو المحللين لهذا المستوى الضحل من التفكير، وهل هذه النوعية من الخبراء الذين فتحنا لهم أبواب قنواتنا الرياضية سيفيدوننا وسيفيدون رياضتنا. المتابع للبرامج التحليلية التي تقدمها قنواتنا الرياضية المحلية والتي تعنى بكأس العالم، يلحظ الغياب التام للعنصر الوطني في تلك البرامج، مع أننا نملك مجموعة متميزة من نجوم المونديال الذين مثلوا المنتخب الوطني في إيطاليا 1990، وكان من الأجدى لقنواتنا الرياضية الاستعانة بهم لكونهم أصحاب تجربة في المونديال، بدلاً من الاستعانة بأشخاص لم يسبق لهم خوض تلك التجربة وليس لهم موقع من الإعراب في رياضة بلدانهم، التي لم تعرفهم إلا عبر قنواتنا التي حولتهم إلى نجوم، فما هي أسباب ذلك التجاهل لنجومنا المحليين، وهل هو متعمد أم سقطوا سهواً وفي كلتا الحالتين تعتبر مصيبة. كلمة أخيرة البضاعة المستوردة رائجة وإن كانت رديئة والمحلية مهملة رغم جودتها.
مشاركة :