رغم الثراء والشهرة رغم العقود الخيالية والأرقام الفلكية، إلا أن الأعمال الخيرية جانب إنساني خفي بحياة نجوم الكرة السعودية وإن وجد فمبادرات فردية/عشوائية تأتي على استحياء ولا ترقى لجانب المسؤولية الاجتماعية/المبادرات الخيرية، بعيداً عن الترتيب والتخطيط والتنظيم والعمل المؤسساتي الجماعي! فإذا كان “فيفا” وهو أعلى سلطة رياضية بالعالم وباقي الاتحادات الكبيرة “الأم” تولي هذا الجانب اهتماماً كبيراً فأين نحن من هذا؟! أين الاتحاد السعودي من المبادرة والتحفيز والتشجيع؟! بل أين الأندية “الموسومة” بشعار “رياضي ثقافي اجتماعي” من تفعيل هذه الجوانب لخدمة المجتمع؟! أم أنها مجرد “ملصقات” دون معنى!! ففي الوقت الذي تتسابق فيه الأندية العالمية على الاهتمام بهذا الجانب وعلى رأسهم “فيفا” الذي يخصص 30 % من ميزانيته لصالح المسؤولية الاجتماعية تمارس أنديتنا صمتها المطبق والتهميش، وإن وجد فاجتهادات شخصية بعيدة عن العمل المؤسساتي المخطط له! لماذا يتسابق مشاهير ونجوم كرة القدم العالمية على العمل الخيري وأغلبهم “غير مسلم” فيما يفضل لاعبينا الاستعراض والشو الإعلامي والحضور للتصوير والبهرجة! لاعبونا “أثرياء” رواتبهم تتعدى رواتب السياسيين ووزراء الدول العظمى “محبوبون” من جماهيرهم الذين يحضرون للدعم والمؤازرة والتشجيع ألا يستحقون مثل هذا التفاعل؟! نجوم الكرة العالمية يجمعون بين المهارة الحقيقية والحصاد بالملاعب مع الحس الإنساني/الدعم الخيري للمرضى والفقراء والمحتاجين لهذا “يوفقهم الله” فلصاحب الأيادي البيضاء “كرامات” وأجر وبركة بماله وجسده لا يستشعره إلا أصحابه! “ميسي” و”كروس” و “نيمار” و “رونالدو” “فخر العرب” محمد صلاح لم تأخذه الشهرة والأموال بعيداً عن هموم أبناء قريته ومعاناتهم، خصص رواتب شهرية للفقراء وأنشأ معهداً دينياً وحضانات للأطفال، وبنى مسجداً وطور مدرسته الابتدائية وأنشأ وحدة لغسيل الكلى ودعم مستشفيات السرطان وأجهزة زراعة نخاع العظم، مما جعله من أهم النجوم في قائمة “فوربس” العالمية! العمل التطوعي أساس من أساسيات المجتمع المدني والحضارة الأخلاقية، أتمنى بأن يجد تفاعلاً وتحركاً من مؤسساتنا الرياضية الكبرى، كأن تخصص جائزة سنوية لأكثر ناد/نجم سعودي تفاعلا ومشاركة في العمل الخيري.
مشاركة :