الوطنية ليست منهجًا دراسيًّا | أسامة حمزة عجلان

  • 12/15/2014
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

الوطنية ليست منهجًا دراسيًا يلقن ومن ثم يختبر فيه الطالب وتعتمد على قدرة حفظه لنصوص المادة وينال درجة في سجل درجاته، وليس كل حاصل على ممتاز فيها درجة وطنيته عالية. بل الوطنية شعور يملأ جميع أركان الجسد وحواسه وينعكس ذلك على السلوك ورقيه والمحافظة على أمن واستقرار البلاد ومدخراتها الاقتصادية وموروثها الاجتماعي السوي ويلفظ كل ما يسيء إلى الوطن، والإنسان السوي يشعر بدفء حضن الوطن ويستلذ بعطائه له. والسؤال المهم كيف ننمي حس المواطنة السوي الإيجابي وهذا ما يقع على الجهات التعليمية بجميع مستوياتها العامة والعليا والفنية والمهنية والتدريبية والجهات الإعلامية وما ذلك إلا بزرع الفكر السليم السوي المعتدل وتعليم السلوك الحضاري الذي يحافظ على البيئة والممتلكات الحكومية والخاصة. وهناك جهات حكومية تشعرك بالمواطنة والوطنية والاهتمام بك من قبلهم تنمي فيك شعور المواطنة أولها التعليم والصحة ومدى الاهتمام بالمواطن، الجهة الأولى تهتم بفكر المواطن ومواكبة الجديد من العلوم والكل يعرف مدى تأثير مواكبة الحديث من العلوم وأهميته في تقدم وازدهار البلاد، والثانية تهتم بصحته والمحافظة عليها لأن الصحة تنعكس على سلامة الفكر وقد قيل ويقال العقل السليم في الجسم السليم. وهناك جهات حكومية أخرى تشعرك بمدى الاهتمام بك كمواطن ولك حقوق حتى يكتمل العطاء للوطن أولها الأحوال المدنية لأنها من يصدر البطاقة الوطنية والبطاقة ليست بطاقة عادية بل هي رمز للانتماء وإثبات له وليست قاصرة على إثبات الشخصية وتسهيل إجراءات المعاملات فقط ولهذا يجب الاهتمام بالمواطن من دخوله لها حتى استلامه للبطاقة ويجب أن يكون الاستلام لها بفخر واعتزاز وليس إنهاء إجراء ثقيل كل عشر سنوات. والجهة الثانية ولا تقل أهمية عن الأولى لأنها ثبوت واثبات للوطنية خارج البلاد إلا وهي إدارة الجوازات وعليها ما على الأحوال المدنية من احترام وتقدير للفرد ليحمل وثيقة سفره بفخر وشعور بالاعتزاز بين وثائق السفر الأخرى في طوابير موانئ الدخول والخروج من وإلى الدول الأخرى، بل في موانئ دولته الحاضنة وفي جميع منازله السفرية من فنادق وأماكن إقامة وكذلك دور التجارة والأعمال وغير ذلك كثير. وهناك جهة يفتخر بها المواطن لأنها تمثل الحكومة وتهتم بأفراد الوطن خارج البلاد وهي السفارات الدبلوماسية لأنها الملجأ بعد الله له في غربته ولهذا يجب أن يكون له مكان الصدارة فيها وألا تنجز معاملاته من شبابيك خارج أسوارها أو داخل أسوارها وخارج مبانيها. ولا اختزل الوطنية والمواطنة والحقوق للمواطن والواجبات عليه فيما سبق فالوطن دفء حضنه واحتضانه للمواطن ليس له مثيل والعطاء له ليس له حدود. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه. oalhazmi@Gmail.com

مشاركة :