سبحان الله والحمد لله الذي رحم عباده ولم يغلق أمام مَن خلق باب التوبة حتى للمسرفين على أنفسهم وجّه لهم خطاباً كله رحمة ورأفة وحناناً من لدن رب كريم فقال عز في علاه في كتابه الكريم القرآن المجيد ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) واعتبر عز في علاه برحمته وكرمه وجوده القنوط من رحمته ذنباً فقال في محكم التنزيل ( وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّون ) الحجر: 56 وقال ( إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) يوسف: 87. فأي رحمة وأي كرم وأي رأفة وأي حنان , رحمة الله لا نهاية لها .ونسمع من أصحاب السوابق ولا أقصد سوابق جنائية بل ممن كانوا في الذنوب غارقين وباللهو متمتعين وبعد أن تاب الله عليهم وتابوا لله ينظرون الى اصحاب الذنوب نظرة غير شرعية ولا إنسانية ولا تتوافق مع تعاليم الإسلام دين السماحة والسمو والحب للآخرين ما تحبه لنفسك وقد سمعت من البعض وقد كانوا مدخنين وتابوا منه ولو أني أؤمن بضرره لكن لا أفسِّق المدخن وحتى المدخنة عدا عن سمعي من البعض الذين كانت ذنوبهم أكبر وأفظع اذا ما رأوا مذنبين تعالت أصواتهم بالدعاء عليهم وقذفهم بأشنع الألفاظ وأبشعها وأنكروا عليهم ذنوبهم بما لا يتوافق مع حكمة الله في إنكار المنكر وكيفية إنكاره ولا مع تعاليم الحبيب صلوات ربي عليه وسلامه في ذلك وقد أمرنا بالدعاء للضالين والمذنبين. وسؤال مهم أطرحه لهؤلاء المتعالين هل تضمن لنفسك الثبات وهل تضمن لنفسك حسن الختام ؟ ،ومن قال نعم فقد تعالى على الله، وأي ذنب يفوق التعالي على المولى عز في علاه ،وليعوا أن العبرة بالختام فهناك من يعمل بعمل أهل الجنة كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم في حديثه ،ويختم له بعمل أهل النار وهناك من يعمل بعمل أهل النار ويختم له بعمل أهل الجنة ،هل هم مستوعبون؟ نسأل الله السلامة . والحمد لله مفاتيح الجنة والنار ليست بيد الخلق وأقسم بالله أن الخلق سيشرعون أبواب النار لبعضهم البعض ويغلقون أبواب الجنة ولن يدخل الجنة أحد، نحمد الله على رحمته وكرمه وجوده وحنانه . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه. oalhazmi@Gmail.com
مشاركة :