كشف دبلوماسي مصري للغد، عن الجهود المصرية المتواصلة لتجاوز نقاط الخلاف على مسار المصالحة الفلسطينية، مؤكدا أن مصر تراهن على وعي الفصائل الفلسطينية للمخاطر والتحديات التي تحيط بالقضية الفلسطينية، وهي تحديات تفرض حتمية توحيد وترتيب البيت الفلسطيني، وأنه لا بديل عن المصالحة، والتي أصبحت الخيار الوحيد في مواجهة التحديات التي تحيط بالقضية الفلسطينية، بحسب تعبير السفير محمد جلال، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية. وأوضح للغد: أن المباحثات التي تستضيفها القاهرة حول ملف المصالحة الفلسطينية، برعاية رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، تدور حول «مقترحات» مصرية تستهدف الجدّية في تنفيذ اتفاق المصالحة الذي تم التوقيع عليه برعاية مسؤولي ملف المصالحة بجهاز المخابرات العامة المصرية، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهي بنود محددة وواضحة وتم التوافق حولها، ولكن العقبة التي تختلف حولها وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس حاليا، هي المتعلقة بالحكومة الفلسطينية، حيث تصّر حركة «حماس» على تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة تضم مختلف القوى الفلسطينية، ثم تنفيذ عملي وبصورة فورية لتمكين الحكومة الجديدة من مهام عملها كاملا في قطاع غزة دون انتقاص من مسؤولياتها ومهامها، وتسليمها الدوائر الحكومية والوزارات، بما فيها أجهزة الأمن، وتطبيق الاتفاقات الموقعة، بعد رفع العقوبات عن غزة، والاتفاق على الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية بمشاركة حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي». وفي المقابل، تطالب حركة فتح بتمكين حكومة رامي الحمد الله، وتسلم صلاحياتها كاملة في قطاع غزة أولا، لإثبات حسن النوايا في تنفيذ اتفاقية القاهرة للمصالحة، ثم البدء في تشكيل الحكومة الوطنية الجديدة، وهذا الخلاف يرتبط أيضا بالسقف الزمني المحدد لتولي الحكومة الفلسطينية مهامها في قطاع غزة، بعد اتفاق الحركتان في شهر راكتوبر/ تشرين الأول الماضي على تمكين الحكومة الفلسطينية من العمل على كافة التراب الفلسطيني، في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بموعد أقصاه 1 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي. وقال الدبلوماسي المصري، إن مسؤولي ملف المصالحة الفلسطينية بجهاز المخابرات المصرية، يترقب وصول وفد حركة فتح غدا الإثنين برئاسة عزام الأحمد، حاملا رد حركة «فتح» على الاقتراحات المصرية، ومن المرتقب ان تستضيف القاهرة، وفدي حماس وفتح فيما بعد لبدء حوار ثنائي حول تلك النقاط، وخاصة التفصيلات الصغيرة، حتى لا تترك فرصة لأية خلافات ليست ذات أهمية في ملف هام في ظل الأوضاع الراهنة، والتي تستهدف ترسيخ عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية. وأضاف السفير جلال للغد: إن عقبة «التمكين» أو «التعديل» لا تمثل عائقا، ومن الممكن حل تلك العقبة بمقترحات مصرية، وطروحات جدية، يجري بلورتها وسيتم العمل عليها ومواصلة الاتصالات في المرحلة المقبلة لإتمامها، طالما أن الهدف الأخير هو تمكين الحكومة الفلسطينية من ممارسة صلاحياتها في غز..، وثانيا إن عنصر الزمن هام جدا الآن، لأننا نسارع الزمن لتحقيق المصالحة الفلسطينية، و لا اتصور أن تقف وجهات النظر المتعارضة على تمكين حكومة جديدة أو الحالية، فالوقت لايسمح بمثل تلك الرفاهية في الجدل داخل ملف المصالحة. ومن جانبه يرى السياسي ورجل الأعمال الفلسطيني الشهير، منيب المصري، عضو المجلس الوطني والمجلس المركزي الفلسطيني ، أن عقبات المصالحة الفلسطينية بسبب شخصنة الأمور وعدم ثقة، رغم أن الجميع في خندق واحد لمواجهة صفقة القرن.. مؤكدا، أنه يجب أن يستمر الحوار حول كيفية إنهاء الانقسام إلى أن ينتهي فعلا، هذا هو المطلوب الآن، يلي ذلك ترتيب البيت الداخلي بإجراء الانتخابات على أساس برامج نضالية .. وقال المصري لصحيفة القدس العربي: إن خطتنا تبدأ أولا بإنهاء الإنقسام، وهذا ما أنادي به منذ وقع الإنقسام قبل إحدى عشرة سنة، إذن يجب أولا أن نرتب البيت الفلسطيني بجد، ويجب أن نتشارك في حكومة وحدة وطنية تضم كل الأطراف بدون استثناء من فصائل ومستقلين، وبعدها يمكن أن نتوجه للانتخابات التشريعية والرئاسية بعد ترسيخ مبدأ واحترام التعددية، وهذا سيحظى باحترام العالم، بعدها نتوجه لمقاومة الاحتلال بالطرق السلمية.
مشاركة :