الموهبة وحدها لا تصنع ناجحًا

  • 7/23/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

اقترن النجاح عند كثير من الناس بالموهبة. يعزو كثيرين نجاح أي إنسان في أي صنعة لتوفر الموهبة ويعللون الفشل لانعدام الموهبة. ماجد عبدالله هداف كبير وأسطورة الكرة السعودية لأنه موهوب، محمد عبده مطرب عظيم لأنه موهوب، نجيب محفوظ روائي كبير وحاز على جائزة نوبل وصار كاتبا عظيما في مصر والعالم العربي لأنه موهوب، وغازي القصيبي إداري ووزير لامثيل له لأنه موهوب، عبدالحسين عبدالرضا برع في الكوميديا لأنه موهوب، العالم أحمد زويل أيضا نال نوبل وبات فلتة في الكيمياء لأنه موهوب.. الخ. هذه قائمة لأسماء أبدعت في مجالات شتى من بلدان مختلفة وبإمكانك أنت عزيزي القارىء أن تكتب قائمة متنوعة مماثلة وتضع فيها ماتشاء من الأسماء والمشاهير في كرة القدم والأدب والعلم والفن وأي مجال تريده. عندما ننسب نجاح وبروز أي إنسان في أي مجال للموهبة فقط فإننا في الواقع ننسف كل جهوده التي بذلها في سنوات طويلة ونرجع نجاحاته لأمر فطري ولد به ولا شأن له به. الموهبة عامل واحد من مجموعة عوامل أخرى تصنع الإنسان المبدع. هي رقم واحد بيد أن الموهبة بمفردها ومهما عظمت ليس بوسعها أن تصنع للإنسان مجدا. ثمة عوامل لا مناص من امتلكها حتى ينجح المرء. في أقصى حد ستساهم موهبة أي إنسان في أي مجال بعشرين بالمئة والبقية سيجلبه له عرقه وجهده وكفاحه ومبادرته وانكبابه على صنعته وتكريس معظم وقته لها وصقلها بكافة الطرق والأساليب حتى الحظ قد يسعفه في بعض الأحيان. العمالقة في شتى المجالات ساعات وأيام وشهور وسنوات من العمل والجهد والمثابرة والتضحية والسهر وترك متع لاحصر لها من أجل النجاح والبروز والخلود عبر الزمن. نحن لانرَ سوى الصورة النهائية. لانرَ المراحل التي مر بها كل عظيم في أي فن أو مجال. كل عظيم يسبق ظهوره عمل ضخم. مئة كاتب انطلق في الكتابة في نفس القرن الذي ظهر فيه الجاحظ لماذا بقي هو إلى الآن يذكر وكتبه تباع في المكتبات وتدرس في الجامعات بينما هم طواهم النسيان؟ أكثر من مئة إنسان بدأ مع غازي القصيبي من مقاعد الدراسة أين هم ولماذا أكمل المسيرة وحيدا وصار علما من أعلام بلادي في الإدارة. عشرات اللاعبين انطلقوا للملاعب في نفس العام الذي ظهر فيه ماجد عبدالله. هو أكمل لعب الكرة حتى شارف الأربعين بينما هم لم يصمدوا حتى النهاية تساقطوا لاعبا تلو لاعب. ليست المسألة فقط موهبة فطرية وركض. ثمة مهارات في كرة القدم لاتأتِ بالموهبة. على سبيل المثال ماجد من أفضل ضاربي الرأس في العالم. هذه مهارة غير فطرية لايمتلكها اللاعب إلا بعد تمرينات مضنية وطويلة وفي مختلف الاتجاهات حتى يتقنها تماما. ثمة عامل مهم في نظري وهو الفارق بين الناجحين وبين من يتكلون فقط على مواهبهم هو عدم الاستسلام.طريق المجد ليس مفروشا بالورود. اذا استسلمت لم تنفعك موهبتك لأن النجاح يحتاج إنسانا قويا لاتثنيه العقبات وتثبط من عزيمته. وهذا يعتبر دليلا دامغا على أن الموهبة وحدها لاتكفي ولابد من امتلاك صفات ومكملات ليتحقق النجاح. لولا المشقة ساد الناس كلهم.

مشاركة :