حين يركب سائق مع آخر تجده يتصرف ويوجّه وكأنه السائق الأصلي. شخصيّاً أشعر بالضيق حين ينبّهني أحدهم على أمر ما في الطريق حين أكون السائق وهو الراكب. التركيز على ما يدور في الطريق ومكوناته وما يُتوقع أن يحدث من الآخرين عنصر أساس للسلامة وتجنّب وقوع حوادث السيارات. السؤال هل يركّز السائقون لدينا على القيادة لا غير؟ أترك الجواب لكم من خلال تجاربكم في السياقة. في دراسة قديمة سبق وأن أشرت إليها وقت نشرها على الملأ في بريطانيا قام بها لفيف من العُلماء التابعين لاتحاد صناعة السيارات في إنجلترا أظهرت أن السائقين في المقاعد الخلفية ك(الحماة) مثلاً يشكّلون خطراً حقيقياً على السائق الأمامي (الأصلي) وأن الراكب كثير التذمر والشكوى والثرثرة يمكن أن يهزّ كيان السائقين للدرجة التي تجعلهم لا يحسبون حساب السيارات القادمة في الاتجاه المُعاكس والمخاطر الأخرى على الطرقات. قُلت: فيما لو أُجريت ذات الدراسة هُنا في بلادنا وتم أخذ شريحة النساء اللائي يركبن مع السائق (من غير الأقارب كالزوج أو الأخ ..الخ) وكيف يعطين الأوامر في آخر لحظة بل ويتدخلن في أسلوب قيادته مثل: "ليش تمشي بشويش؟ اسرع، أو ليش مسرع امش بشويش. دق إشارة، ولع النور، أمسك اليسار وجع..! لا تخلي ذا المطفوق يسقط علينا، وقف هنا..لا لا هناك عمى... الخ ". ماذا تتوقعون ستكون نتائج الدراسة وما هي التوصيات التي يُمكن أن يقترحها (الخواجات)؟ لديّ عدة تصورات عما سيقترحونه منها: سائق العائلة الأجنبي في السعودية (سوبر مان) يستحق نصباً تذكارياً كجندي مجهول. لديكم فائض في السائقين والسيارات مما أدى إلى اكتظاظ شديد بإمكانكم تقليصه. ستعمل مصانع السيارات على اختراع (ريموت كونترول) يمكن للمرأة أن تستغني عن السائق وتقود من المرتبة الخلفية وخلف الزجاج المُظلل. بدلاً من كل هذا لتتحرك ذات المرأة من المقعد الخلفي بما أنها من يقود بالنيابة إلى المرتبة الأمامية وخلف المقود مباشرة ويا دار ما دخلك شرّ (سنوجد ترجمة للجملة الأخيرة). لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net
مشاركة :