افتح دكان (إعلامي) يرزقك الله - عبد الله بن إبراهيم الكعيد

  • 1/7/2015
  • 00:00
  • 47
  • 0
  • 0
news-picture

الدكان مفرد دكاكين وبعض القنوات الفضائية بالفعل كالدكاكين يُعرض فيها الغث والتافه وما يُسطّح العقول ويُكرّس الجهل. يبيع فيها من لا سوق له بضاعته الكلامية ومواعظه الماضوية غير الصالحة للاستهلاك العقلي في عصر العلوم الحديثة والتكنولوجيا المذهلة والاكتشافات التي تنفع البشرية. حين يكون لدى مالك القناة الفضائيّة هدف واضح ومحدد يُدرك كل ابعاده ويعي تأثيراته على المتلقي أيا كان الهدف يُحترم رغم اتفاقنا مع أهدافه من عدمه ولكن حين يأتي أحدهم من سوق الفحم أو مدرّجات كُرة القدم وكل خلفيته عن حكم (مخاوز) أو ترديد (عليهم عليهم) جماعة طقها والحقها ويفتتح قناة تلفزيونية فضائية تبث برامج تافهة على مدار(24) ساعة فهي الكارثة (بشحمها) ولحمها. الإعلام أيها السيدات والسادة علم وفن وأهداف، والاعلام الحقيقي هو ما يصنع الرأي العام لأي أٌمّه لهذا لا يمكن أن يكون (أي الإعلام) سقط متاع يلتقطه من لا شغل له ولا مهنة. ربما وجدها فرصة للتكسّب المادي من خلال الإعلان، والمُعلن في كثير من الأحيان لا يهمه الارتقاء بالعقول أو استنهاض الأخلاق إذ ليس لديه من هدف غير الوصول الى أكبر عدد ممكن من المستهلكين ومن كافة الشرائح وكما قيل (كل ساقط ولهُ لاقط). حين انفجر الفضاء وهطلت على أهل الأرض آلاف القنوات الفضائية انكشف المستور وبان المُغطّى. كان الفرد منا يعتقد بأن عقول الناس وأفكارهم هي ما يعرفه من خلال الاحتكاك المباشر بأصحابها ضمن دوائره الضيقة ولكن سرعان ما تكشّف له واقع (تعيس) لا يمكن تخيله لولا هذه القنوات التلفزيونية وما يوازيها بذات التسطيح ما يُسمى بالصحف والمواقع الالكترونية. بالمناسبة تذكرت وأنا أكتب هذا الكلام مسرحية سعودية حضرت عرضها أثناء مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة قبل سنوات مضت. صوّر كاتب المسرحية حال الفضاء وهو يهطل بأكياس النفايات السوداء وبالفعل أبدع المخرج في تجسيد هذا المشهد الدرامي الصادم. فاصلة أخيرة: ربما تخدم بعض القنوات الفضائيّة (المؤدلجة) من حيث تقصد أو لا تقصد مشروع داعش المتهاوي وتُطيل من فترة بقائه أقول ربما. لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net

مشاركة :