في الحرب على الإرهاب نحن أطول نفساً - عبد الله بن إبراهيم الكعيد

  • 10/17/2015
  • 00:00
  • 109
  • 0
  • 0
news-picture

أقصد ب(نحن) قادة هذه البلاد وأجهزتها الأمنية والمعنية ثم الشرفاء من المواطنين. وكل مُتعاطف محب لهذا الوطن. انطلق الإرهاب (القاعدي) وضرب بلادنا بشكل متتالٍ في محاولةٍ لزرع نباتاته السامة في عُمق ارضنا عام 2003 وقد سبق هذا وقوعات عشوائية لكنها غير ذات هدف واضح سوى الانتصار الفردي لفكر دينيّ متطرف، لكن بعد احداث 11 سبتمبر وما تلاها أصبح الهدف واضحا حيث صرّح به كبار قادة الإرهاب والتطرّف وأظهروا العداء السافر لبلادنا وأنها منصة انطلاق مشروعهم لخلافة إسلامية (حسب مزاعمهم) تحكم العالم وتُدير شؤونه. إدارة التوحش في ارض تسودها الفوضى والفلتان الأمني استراتيجيّتهم لتحقيق المشروع وكانت الخطوات الأولى محاولة جرّ الدول الكبرى وبالذات الولايات المتحدة الأميركية للتدخل العسكري (حسب أمانيهم الشيطانية) من أجل حماية منابع النفط وتأمين تدفقه للعالم وبعدها تبدأ المواجهة وإثارة الفوضى التي تُمكنهم من إقامة مناطق نفوذ تتمدد بمبايعة الناس وتأييدهم (وهذا ما حدث لاحقا في حكاية ما يُسمى بداعش في سورية والعراق). الشيء الذي لم يُحسب له حساب لدى قادتهم (أقصد القاعدة) مدى قدرة قوات مكافحة الإرهاب في المواجهة سواء أكان عسكريا أم عقيدة حرب حيث فاجأتهم استعدادات كبيرة وقدرات عالية ناهيك عن استخدام أسلحة متفوقة فما كان عليهم سوى إعادة تكتيكاتهم فبدلاً من المواجهة الميدانية انتهجوا أسلوب حرب (السراديب) وطريقة "اضرب واهرب" أي كرّ وفرّ. أيضا فوجئوا بقدرات استخباراتية تسبق حتى مجرّد التفكير بتنفيذ العمليات. أضحت قوات الأمن المختلفة تنفّذ ضربات استباقية وتداهمهم في أوكارهم ما أفقدهم التركيز ولخبط أوراقهم وربما فكّروا بنسيان حكاية جرّ الدول الكبرى ومواجهتها على ارض المملكة. لم يبق لهم الا إطالة أمد المواجهة والصبر انتظارا لنصر آت حسب حلم ووعود ضباعهم. وبالفعل قاموا بعملية كمون تطول حيناً وتقصر أحيانا ثم جس النبض بمواجهات أقرب ما تكون الى الفشل منها الى النجاح فعرفوا أنهم في الطرف الأضعف الخاسر. طُرِدوا من بلادنا ولجأوا الى دول الجوار لإعادة صفوفهم ورتق خسائرهم ومن ثم شن الهجمات من حيثما كانوا وإذا بهم يواجهون بصرامة فولاذية لا تلين على مر الزمن بل تزداد صلابة وقوّة وتفوقا. كل هذا أثبت أن نَفَسَ بلادنا أطول مما كانوا يتخيلون ونحن لها شعبا وقيادة نقف ونواجه وننتصر عليهم وعلى غيرهم بإذن الله. لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net

مشاركة :