رغم جهودها الحثيثة للحفاظ على الاتفاق النووي ومحاولاتها المستميتة لإيجاد موقف أوروبي موحد في مواجهة الانسحاب الأميركي من الاتفاق، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتكون ألمانيا خارج دائرة التهديدات الإيرانية. تقرير وكالة المخابرات الداخلية الألمانية (بي.إف.في) الصادر أمس حمل مفاجأة من العيار الثقيل قد تجبر برلين على إعادة تقييم علاقاتها مع نظام الملالي، وبالتالي مراجعة موقفها من الصفقة النووية. وفقاً للتقرير فقد طورت طهران خلال الأعوام الماضية قدراتها في مجال القرصنة الإلكترونية مما يشكل خطراً على الشركات والمؤسسات البحثية خاصة وأن أهدافاً ألمانية قد تعرضت بالفعل لهجمات إلكترونية مكثفة مصدرها إيران منذ العام 2014م. الإعلان عن هذه المعلومات جاء بعد عدة أيام من الكشف عن وثيقة سرية لإحدى وكالات المخابرات الألمانية تضمنت معلومات عن استمرار إيران في سعيها للحصول على أسلحة الدمار الشامل إضافة إلى عملها على زيادة مدى صواريخها الباليستية، وإنفاقها بسخاء على دعم التنظيمات الإرهابية وتكثيف عمليات التجسس في العديد من الدول، وهو الأمر الذي رأى فيه مراقبون ضربة موجعة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي دافعت كثيراً عن النوايا الإيرانية فيما يتعلق بالصفقة النووية. انعدام الأمل في أي تغيير لسياسات النظام الإيراني له ما يبرره بالنسبة لغالبية دول العالم التي تعرضت بشكل مباشر أو غير مباشر للأذى بسبب جنوح هذا النظام وضربه بالقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط. في مقابل ذلك، فإن من المستحيل إيجاد أي مسوغ أخلاقي أو قانوني يبرر السياسة الإيرانية ويمنح طهران الغطاء لمواصلة إرهابها وأعمالها التخريبية في المنطقة والعالم. العالم أجمع مطالب باتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه إيران وعدم التهاون أو التقليل من الخطر الذي تمثله على الأمن والاستقرار اللذين يجب أن يكون الحفاظ عليهما بمنأى عن أي مناكفات سياسية أو مصالح اقتصادية قد تغطي على جرائم نظام الولي الفقيه في حق البشرية.
مشاركة :