العالم الافتراضي يسرق حياة الأطفال

  • 7/29/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تشير الدكتورة غيداء مهدي صالح، أخصائية طب الأطفال، إلى أن التكنولوجيا تتداخل في جميع نواحي الحياة، كما أنها استطاعت أن تصل إلى جميع الفئات العمرية وخاصة الأطفال، ولكن يجب الانتباه إلى أنهم فئة عمرية ما زالت في طور النمو الجسدي والفكري، والاكتشاف والتعلم، ولكن تعلقهم بهذه الأجهزة الحديثة تزيد معه روح المغامرة والاكتشاف حيث إنها توفر لهم معلومات، ألعاباً، تسلية ومتعة، أفلاماً كرتونية وعلمية، كما تأخذهم إلى عالم افتراضي جميل يجد فيه الصغير سعادته وذاته بعيداً عن هذا الواقع، فلا يريد أن يغادره ما يؤدي إلى المكوث على هذه الأجهزة لفترات طويلة، فيبدأ بالتعلق وتكون هي المحببة لديه على حساب الأنشطة الجسدية والفكرية والرياضية الأخرى. وتؤكد د. غيداء أن هناك الكثير من الدراسات في مجال التكنولوجيا الحديثة وتأثيرها على الأطفال التي أثبتت إدمانهم اللعب على هذه الأجهزة كالجوال، الآيباد والألعاب الإلكترونية..... إلخ، ما يؤدي بهم إلى شيء من العزلة عن المجتمع والأقرباء من نفس فئتهم العمرية، وينتج عنه فقدان الطفل لجزء مهم من مراحل حياته التي من المفروض أن يغذيها بالاختلاط مع باقي الأطفال ومشاركتهم الألعاب والفعاليات التي تناسب عمرهم، وربما يصل استخدام تلك الأجهزة إلى حد الإدمان والتعود لدى بعض الصغار عند استخدامها بالشكل السلبي، وتجاوز المدة المناسبة للاستخدام فنرى بعض المشكلات الصحية والجسدية والنفسية.تستكمل: عند الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة من قبل الأطفال دون السنتين يضعف نمو العضلات، اليدين والأصابع، وعند الأعمار الأكبر تظهر مشاكل الصداع، الرقبة والنظر، ومشكلات الانتباه والتركيز، وتزداد هذه الأعراض بزيادة فترات الاستعمال، والخطر من كل ما ذكرناه، هو الإدمان النفسي، عزلة الطفل عن الواقع وفقدانه بعض المهارات الاجتماعية.مخاطر صحيةتشير د.غيداء إلى أن قضاء ساعات متواصلة على الألعاب الإلكترونية، يُحدث مشاكل في مفاصل الجسم والأربطة، وكذلك مجموعة من المخاطر الصحية نتيجة الاستخدام المفرط للوسائل التكنولوجية مثل الخمول، وإصابات الجهاز العظمي والعضلي، نتيجة الحركة السريعة المتكررة أثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية، وكذلك الإجهاد المتواصل لعضلات اليدين نتيجة التعرض المستمر للأشعة المؤذية المنبعثة منها، كما يعاني الأطفال من مشاكل ابتداء ضعف النظر إلى تحسس العين وجفافها، ما يمكن أن يؤدي إلى الاستعانة بالنظارات الطبية، كما أن الإجهاد يمتد إلى باقي عضلات الجسم، كالشعور الدائم بالصداع ومشاكل الأعصاب، وربما يؤثر على العمود الفقري والرقبة، نتيجة لجلسة غير صحية، كما يصنع نوعا من حالة الإهمال الشخصي للنظافة، التغذية، وانتظام فترات النوم، وخاصة أن الطفل يريد الاستمرار في اللعب أطول فترة ممكنة، ولأن الوقت الذي تأخذه هذه الأجهزة يكون على حساب التواصل المباشر بين أفراد الأسرة ما يسبب الانعزال.سلوكيات سلبيةتبين د.غيداء أن ظهور السلوكيات السلبية على الصغار، يكون نتيجة لكثرة الألعاب العنيفة والبرامج التلفزيونية التي تعرض العنف والضرب وغيرها، من التي تعلق بأذهانهم، وتنشئ جيلا مشبعا بهذه السلبيات، فنرى الطفل يتعامل بعنف مع إخوته والمحيطين به، وتولد لديه حالة من التمرد على والديه، أما في الحالات المرضية لدى الأطفال مثل: تشتت الانتباه والتركيز، فربما يزيد الأمر سوءاً، بظهور النوبات على هؤلاء الصغار الذين يمكن أن يصابوا بالصرع نتيجة الوميض الصادر بسبب المستويات العالية من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب، كما أن كثرة التركيز تؤدي إلى ضعف عضلات العين والنظر وكذلك تؤثر هذه الأجهزة سلبا على الذاكرة على المدى الطويل، حيث أصبح الجميع يعتمدون على الأجهزة الحديثة في التذكير بالمناسبات والمواعيد، ما أدى إلى كسل في استخدام الدماغ أو محاولة تدريب الذاكرة، كما أن الجلوس الطويل أمام الأجهزة الذكية يؤدي إلى إجهاد الدماغ، والإصابة بالسمنة نتيجة الكسل والخمول وقلة الحركة وتناول السكريات والأطعمة دون بذل أي مجهود. تدابير وقائيةتوضح د.غيداء أن الأجهزة التكنولوجية كانت ولا تزال لها دور بارز في عملية التعليم، التدريب، والتحفيز على التفكير والإبداع وهي إيجابية لزيادة مهارات الدقة والمعرفة إذا استخدمت بضوابط معينة، وبأسلوب تحفيزي وبأوقات منظمة لذا هناك بعض النصائح التي يجب اتباعها من قبل الأهل لعدم تعرض أطفالهم لسلبيات الأجهزة الإلكترونية ومنها:• يجب أن يطور الوالدان معرفتهما بهذه التقنيات وكيفية استعمالها ومداخلها ومخارجها، لتقديم الإرشادات الصحيحة في مجال استخدامها بشكل صحيح.• على الأهل تقنين استخدام هذه الأجهزة مع مراعاة الموازنة بين النشاطات الأخرى كالقراءة والرياضة، كما أن اللعب الجماعي الذي يتشارك به الأطفال، يمنحهم المرح والسعادة وتقاسم الأدوار في الألعاب. • الحرص على أن يكون استخدام هذه الأجهزة على مرأى ومسمع من الأهل وليس داخل غرف منعزلة. • مراقبة البرامج الموجودة على الأجهزة، وهل هي مناسبة للسن والأعراف الأسرية والمجتمعية أم لا.• لا يفضل أن يتعامل الطفل دون السنتين مع هذه الأجهزة، ولا يتم وضعها قريبة من سريره خلال فترة النوم.

مشاركة :