«العالم الافتراضي» يسرق أطباق رمضان ويحولها إلى «آنستغرام»

  • 6/8/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

< «بين رمضان الماضي والحاضر»، فترة زمنية بسيطة تغيرت خلالها الكثير من العادات والتقاليد في المجتمع الخليجي، ويعتقد الكثير أن عادات رمضان الماضية تغيرت بنسبة أكبر لدى النساء عنها لدى الرجال، وساهم دخول الأجهزة الذكية في تغيير الكثير منها، إضافة إلى انحصار بعض العادات الاجتماعية المتوارثة لدى السعوديين، والتي كان أبرزها زيارة الأهالي ليلة شهر رمضان للتهنئة، التي استبدلت برسالة جماعية عن طريق برنامج المحادثات «الواتساب»، وعادة التجمع وقت الإفطار في بيت العائلة، والتي استبدلها الكثير بالتجمع في الصالونات النسائية وعيادات التغذية الصحية التي أصبحت ظاهرة منتشرة لدى النساء خصوصاً في الأعوام الماضية. وساهمت «الأجهزة الهاتفية الذكية» في تحول الكثير من أنظار العائلة إليها بدلاً من مشاهدة التلفزيون كما جرت العادة، خصوصاً أن برامج ما بعد الإفطار كانت تمثل حدثاً مهماً عند الأسر السعودية، والتي كانت تحرص الكثير من العائلات على مشاهدة برنامجها المفضل في وقت ومكان واحد، إلا أن هذه الأجهزة مكّنت كل فرد في العائلة على تحميل برنامجه ومسلسله المفضل على جهازه اللوحي ومشاهدته في غرفته الخاصة أو في مكان عام. وتحرص الكثير من السعوديات في رمضان على تغيير عاداتها الغذائية تفادياً لزيادة وزنهن، من خلال التردد على عيادات السمنة الصحية، ومراجعة استشاريي الصحة الغذائية والتي أصبحت مكان لتجمع الكثير منهن، وتشهد عيادات التجميل والصالونات النسائية تجمعات كبيرة في شهر رمضان، خصوصاً تلك التي تقدم خدمات تنظيف البشرة وعلاج مشاكل الشعر والبشرة، وأصبح بعضها مكاناً لالتقاء الصديقات والحديث والنقاش حول القضايا اليومية الرمضانية، وبدلاً عن الالتقاء في بيت العائلة تفضل الكثير من السعوديات الالتقاء بأخواتها في الأسواق لشراء مستلزمات عيد الفطر المبارك وتناول طعام السحور. وسرقت مواقع التواصل الاجتماعي عادة تبادل الأطباق بين الجيران التي تعتبر عادة رمضانية وموروثاً شعبياً جرت العادة عليه في قرع الأبواب قبيل المغرب لتبادل بعض أصناف الطعام دون تنسيق مسبق، وكانت تحرص ربات البيوت على انتقاء الأصناف الأكثر شعبية ورواجاً خلال الشهر الكريم، خصوصاً التراثية منها، فيما كان يتولى الأطفال توزيعها وإرسالها، وكانت البيوت تشهد تنافساً كبيراً بين الأبناء على إيصال هذه الأطباق، إلا أنه وإن استمرت هذه العادة في إرسال الطعام عند بعض الأسر فيتولى «السائقون أو العاملات» إرسالها إلى الجيران، ويعد تبادل الأطباق سلوكاً اجتماعياً إيجابياً قديماً يساعد على تفعيل العلاقات الودية بين سكان الحي والأهالي، خصوصاً في ظل الانشغالات والارتباطات التي تبعد الناس عن بعضهم، عادة لها مدلول ثقافي يعبر عن الكرم والحب وإدخال السرور بين الناس، والتنافس في السابق بين النساء من أجل معرفة الأكثر حساً في الطبخ، إلا أن طبيعة الحال والتطور التكنولوجي والتحول من التواصل الحقيقي إلى التواصل الافتراضي الإلكتروني عن طريق « إنستغرام ومجموعات الواتساب» جعل التصوير يعمل جنباً إلى جنب لنقل الأطباق مباشرة دون الإطعام الحقيقي، لذلك تحرص السيدات على التفنن في الأطباق شكلاً وليس مذاقاً.

مشاركة :