التفكير السليم لا يرفض المراجعة والتقويم

  • 7/29/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أَنفِق وَقتاً كَثيراً فِي قِرَاءة الكُتب، وأَبحَث عَن دَعَائِم ومُقوِّمَات التَّفكير السَّليم، الذي يَقود إلَى الحَقِّ، ويُرشدنَا إلَى الحِكْمَة، والحِكْمَة -كَمَا تَعلَمون- ضَالَّة المُؤمن.. وبَعد التَّبحُّر فِي الكُتب، وَجدتُ أَنَّ دَعَائِم ورَكَائِز التَّفكير السَّليم؛ تَتَمَحْوَر فِي جَوانِب كَثيرَة، مِن أَهمّهَا: الرَّكيزَة الأُولَى: الابتعَاد عَن الأَهوَاء العَاطِفيَّة والتَّعصُّب الأَعمَى، بحَيثُ لَو اتّضح لَكَ الحَقّ؛ فِي أَي جَانِب مِن الجَوَانِب، فلَا تَسمَح لنَفسك بأَنْ تَتعصَّب للرَّأي القَديم، بَل تَنَازَل عَنه، وانتَقل إلَى الرَّأي الجَديد، وكُلُّنا يَحفظ الدُّعَاء القَائِل: «اللَّهمَّ أَرِنَا الحَقّ حَقًّا وارزقنَا اتِّباعه، وأَرِنَا البَاطِل بَاطِلاً وارزقنَا اجتنَابه»..! الرَّكيزَة الثَّانية: الاستعدَاد النَّفسي والعَاطِفي والعَقلي؛ لقبُول الأَفكَار الجَديدَة، إذَا كَانَت صَحيحَة، لأنَّ النَّاس -بطَبيعتهَا- تَنفر مِن الجَديد، وتَتمسَّك بالقَديم، ولَا تَبحَث عَن الفِكرَة الصَّحيحَة، بَل تَحرص عَلَى الأَشيَاء التي أَلفَتْهَا وتَآلَفَت مَعهَا..! الرَّكيزَة الثَّالِثَة: الاستعدَاد النَّفسي والعَاطفي والعَقلي؛ لانتِقَاد الأَفكَار الخَاطِئَة، التي كُنَّا نَعتَقدهَا، والاعترَاف بذَلك أَمَام النَّاس، ولَنَا فِي السَّلَف قُدوَة حَسنَة، فقَد كَان بَعضهم إذَا غَيَّر رَأيه فِي مَسأَلَة، يَبعَث مُنَادياً فِي الأَسوَاق، ليُعلن ذَلك عَلى رُؤوس الأَشهَاد..! الرَّكيزَة الرَّابِعَة والأَخيرَة: كُن دَائِم الاستعدَاد للتَّحوُّل بيُسر وسهُولَة؛ عَن اعتقَادَاتك الخَاطِئَة، إذَا ثَبت لَكَ أَنَّها غَير صَحيحَة، وهَذا دَيْدن وطَريقة كِبَار المُفكِّرين؛ وأَصحَاب الشَّخصيَّات القَويَّة، لأنَّهم وَحدهم الذين يَركبون قِطَار الشَّجَاعَة والجُرأَة، ويَعتَرفون بخَطَأ مُعتقدَاتهم السَّابِقَة، حَيثُ يُدركون أَنَّ التَّشبُّث والتَّمسُّك بالاعتقَاد الخَاطِئ؛ هو أَكبَر أَعدَاء وخصُوم التَّفكير السَّليم؛ والحَيَاة الحُرَّة النَّزيهَة، ويَعلَمون أَيضاً أَنَّ التَّمسُّك بالخَطَأ؛ يَقود إلَى خَطأٍ أَكبَر..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: هَذه مُرتكزَات التَّفكير السَّليم، التي أُحَاول أَنْ أَلتَزم بِهَا وأُطبِّقهَا، فهَل أَنتُم مَعي مِن المُطبِّقين لَهَا، والمُلتَزمين بِهَا..؟!!

مشاركة :