بقلم محمد القحطاني : التجديد الاداري…..بين مرساة المقاومة وشراع التطبيق

  • 7/29/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

التجديد الاداري…..بين مرساة المقاومة وشراع التطبيق سنة الكون التجدد و التطور و ديمومة الحركة، وكل ما ينافي هذه القاعدة لابد أن يكون مصيره الإنكماش و الزوال. فالبيئة الخارجية بكل ما تحتويه من عناصر متغيرة تؤثر في كل منظومة لتفرض طابع اللاثبات و تلهم القائمين على زمام أمورها على تنوع نشاطاتها بتجاوز مبدأ اللحظية و انتهاج مذهب التغيير بعقلانية تعكس تطلعات التخطيط و توسع حدقة الرؤية المستقبلية بتوسيع آفاق الاستمرارية. و رغم منطقية الطرح وحتمية مسايرة البيئة المتحركة يحاول الكثير من مسيري منظمات الأعمال نبذ هذه الحقيقة بالتشبث بهرمية التنظيم و تصلب اللوائح والقوانين التنظيمية ، ظنا منهم أن الحواجز تفرض هيبة يحتاجها القادة بالمستويات العليا للإدارة لخلق هالة السيادة في القرار و التفرد برسم المسار الإنتاجي، فتثبط عزيمة وهمة الموظفين و يتحول الدوام إلى ساعات مأجورة لا جدوى منها إلا تلبية الحاجات المعيشية و يختفي الإنتماء و الولاء المؤسساتي ليحل محله تصيد الفرص للتغيب و التمارض و التماطل في الأداء. و ربما التسارع التقني و ظهور مفهوم السوق العالمية الذي نعيشه حاليا ، فرض و بقوة ضرورة التغيير و التجديد و التطوير حيث هدمت كل محاولات التشبث بتقليدية التنظيم فتغيرت المفاهيم و أصبح نظام فرق العمل بدل (قائد و منقاد) محرك الديناميكية الإبداعية. فباتت المؤسسات تتنافس على تطوير المورد البشري الذي أصبح يرى كبئر نفط لا تنفذ و تدر بقدر حجم الاستثمار فيها . و لابد من الإشارة و بقوة إلى أن حتمية التغيير و التجديد و اعتباره حجر الزاوية لحجز مكانة في عصر التسارع لا يعني أبدا أنه معجزة تتحقق في غمضة عين ، فالتغيير عملية تستنفذ قرارات تحتاج لإبقاء الهمم مشحوذة و مهيأة ومدربة لتغطية حاجيات تستدعي التوخي التام لعدم الوقوع في فخ بهرجة التسرع و فوق كل ذلك التخطيط الاستراتيجي الذي لابد أن تتشارك فيه كل الأطراف الفاعلة في التغيير،مما يحسن من فهم مساعي تبنيه و يجنب المنظمات المقاومة التي غالبا ما تستنفذ الكثير من الموارد و الطاقات و تحيد بالنتائج بعيدا عن المرجو. في النهاية لابد من الإشارة إلى أن المبادرة للتغيير لا تأتي من العدم و غالبا ما تكون ترجمة تسارع التغيرات في البيئة الخارجية أقرب ما تكون إلى المقاومة من التكيف حتى عند الحاجة الملحة لتبني الاستحداث التنظيمي و ذلك باعتبار المقاومة غريزة بشرية تفرض خسائرها فهم طبيعتها و تقليلها، بتوضيح مصادر التحديث و متطلباته و دواعيه و مساعيه و تقييد كل فرد بالمشاركة الفعالة و عظمة الدور الفردي لإنجاح الجهد الجماعي . عندها فقط تتحول إدارة التغيير إلى إحدى أولويات أجندة المنظمات على اختلاف أنواعها. الكاتب الصحفي : الاستاذ محمد بن مشبب القحطاني حساب تويتر https://twitter.com/mohd_nq1?s=08

مشاركة :