يعتبر الكاتب إبراهيم عبدالقادر المازني صاحب أهم مدرسة متميزة في الكتابة الساخرة، كما أنه شاعر عبقري تميّز بروح الفكاهة والسخرية حتى عندما تصل به الأحوال إلى ذروة المأساة.المازنى، الذي تحل ذكرى وفاته غدا الأربعاء، عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر، كما استطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء، أمثال العقاد والرافعي وطه حسين، وأثبت كفائته في سن مبكرة، على الرغم من اختلاف اتجاهه ومفهومه الجديد للأدب، وجمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان.وتستعرض "البوابة نيوز" أهم المواقف الساخرة التي كتبها المازني ولاقت قبولا من القراء المهتمين آنذاك وحتى اليوم. مزج المازني في أدبه بين الواقعية والخيال والفكاهة والحزن، مما خلد أعماله واسمه، بالإضافة إلى كونه محلل وناقد بارع، كما يعتبر رسام موهوب للشخصيات من خلال أشعاره وكتاباته.وعن تحسره لشراء كتاب لتبسيط قواعد اللغة العربية كتب:"وقفت مرة بباب مكتبة أتأمل معروضاتها من وراء الزجاج، فأخذت عيني كتيبًا صغيرًا -يُعلّم الأجانب اللغة العربية بلا معلّم-، فراعتني هذه الجرأة وتمثّل لخاطري ما يكابده الأساتذة من العناء في تدريس هذه اللغة، بل ما نعانيه نحن الذين نزعم أنفسنا أدباء وشعراء من البرح والجهد، اشتريت الكتاب بثمن باهظ، ثم انتحيت ركنًا في قهوة ورحت أقلّبه، فإذا هو لا أكثر من ألفاظ ومحادثات باللغة الإنجليزية وما يقابلها باللغة العربية، فتحسّرت على ما بذلت فيه وسألت نفسي: ماذا أصنع به؟، كيف أعوّض خسارتي؟"وفي تلك الفترات كان تم منع بيع الجواري وتحريم الرق من قبل الحكومة المصرية، وكان المازني أحد المتضررين من تلك الخادمة السمراء غليظة الوجه، فكتب ساخرا من نفسه قائلا: "تريني نجوم السماء طرا في الظهر الأحمر، ورثتها عن أمي، والإرث يباع، أو يرهن، أو يوهب، أو يبدد، ولكن الدول -كما تعلم- أجمعت لمكيدتي على تحريم الرق، فلا سبيل إلى بيع هذه الخادمة أو رهنها أو وهبها، وعسير جدا إضاعتها لأنها تعرف الطريق إلى البيت، ولعله كل ما تعرفه".وكان الموت ليس ببعيد عن المازني وكان الأقرب للسخرية في هذا الوقت فسخر منه قائلا: هذه العبارات "أيها الزائر لقبري انظر ما خُط أمامك: هذه عظامي ها هنا ليتها كانت عظامك، إذ إنه أوصى بأن يُكتب على قبره".
مشاركة :