نفحات الأدباء| أحاديث عبدالقادر المازني في الشعر

  • 5/27/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أصدر الأديب الكبير إبراهيم عبدالقادر المازنى، كتابه «أحاديث المازني»، تحدث فيه عن عدة موضوعات فى الأدب والنقد، ومنها ما كان فى التاريخ، كهجرة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومصرع الحسين، وقد امتزجت هذه الأحاديث بروح السخرية والفكاهة الملازمة للمازنى وأسلوبه الساحر والفتَّان فى عرض ومناقشة الموضوعات.ومن ضمن الموضوعات التى تحدث عنها المازنى فى هذا الكتاب، كلامه عن الشعر بدأه ببيت شعرى لأحد الشعراء، قال فيه: الشعر صعب، وطيل سلمه إذا ارتقى فيه الذى لا يعلمه هوت به إلى الحضيض قدمه.ذكر المازنى أن وجه الصعوبة من وجهة نظره هو أن الملكة وحدها لا تكفى للشاعر، وأنه لا معدى عن الأداة التى يتسنى بها للملكة أن تظهر وتتبدى، فلكل فن أداته، فأداة الموسيقى مثلا الأصوات المؤتلفة أو المتجاوبة التى تلائم المعنى المقصود، وأما عن السلم الطويل فالمراد منه هو اكتساب المرونة فى الأداء ككل صناعة تكتسب فيها المرونة مع الأيام، فلا يخلو أمره فى البداية من بعض العسر.وأوضح المازنى أن العبرة ليست فى حسن الأداء ووفائه بكثرة المحفوظ، وإنما هى بالقدرة على تخير الرموز الدالة على المراد أو فى دلالة، وكما أن الكثير المحفوظ لا يحتاج إلى كل ما حفظ وعرف وكل ما تفيده الكثرة هنا هو الخبرة بأساليب التعبير وألوانه والثقة بالنفس والإطمئنان إلى توافر المادة عله أنها «كثرة الكلام»، قد تكون مبعث حيرة أو تغزى بالإسراف والتظاهر والانحراف، فيجنى ذلك على الدقة والإحكام ويشوه جمال المعانى أو يفقدها جلالها وروعتها.وبين المازني: أن الشعر ليس له علم كما يتوهم الذى يقرأ قول الشاعر إذا ارتقى فيه الذى لا يعلمه، فالقافية جنت عليه هنا فى التعبير فلو كان للشعر علما لكان أولى فى النبوغ فيه المتأخر دون المتقدم، لكن الأمر يكاد يكون على النقيض على أنه ليس هناك قاعدة مطردة، فالشعراء ينبغون فى عصور البداوة وفى عصور الحضارة على حد سواء، ولا ظابط ولا مقياس يعول عليه، لأن الأمر فى الشعر ليس مرجعه إلى العلم أو الثقافة أو الحضارة، بل إلى المواهب الشخصية وإلى الأحوال الاجتماعية التى تساعد على ظهور هذه المواهب.

مشاركة :