تعتمد الميليشيات الحوثية في اليمن أسلوب الأرض المحروقة وزرع الألغام في الأماكن التي تنسحب منها تحت ضغط قوات الشرعية اليمنية في الآونة الأخيرة. وبعد النقص الحاد في مقاتلي الميليشيات الحوثية، بدأت تتجه هذه الميليشيا في حربها إلى تجنيد الأطفال بشكل واسع وتقدر تقارير حقوقية دولية المجندين الصغار بثلث المقاتلين في صفوف الميليشيات، وتمثل محافظات ذمار وعمران وصعدة وحجة أبرز المحافظات الرافدة لها بالأطفال المحاربين بنسبة تصل إلى 95 % منهم. كشفت دراسة أعدها مركز البحوث والتواصل المعرفي المعاناة الإنسانية التي سببتها انتهاكات الميليشيات الحوثية في اليمن، منذ انقلابها على الشرعية العام 2014. وأشارت الدراسة التي جاءت بعنوان "خلف أسوار الحرب، إلى انتهاكات الميليشيات الحوثية حقوق الإنسان في اليمن"، بيانات موثقة منقولة من تقارير منظمات وهيئات دولية متخصصة في رصد انتهاكات حقوق الإنسان. وتضمنت الدراسة قصصا موثقة عن انتهاكات ميليشيات الحوثي التي أسفرت، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، عن مصرع 1546 شخصاً، 478 منهم نساء، و1022 طفلا، وعن 2450 إصابة وتشويها. وبلغت جرائم الاختطاف والحجز القسري في اليمن خلال العام الواحد 7049 جريمة، ووصل الإخفاء القسري إلى نحو 1910 حالات، بحسب إحصاء المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان. كما أوضحت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن التعذيب في سجون الميليشيات في اليمن بلغ خلال العام 2017، 5 آلاف حالة، وأن حالات الموت تحت التعذيب نحو 100 حالة. كما أكّدت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أن التهجير بلغ خلال نصف عام في اليمن 2403 أسر، وعدد الأفراد المهجرين تجاوز 17428.
مشاركة :