يوم الخميس قبل الماضي كان الوطن على موعد مع أحد المشروعات المهمة جدًا، والتي طالما تنادى لها المهتمون بالشأن الاقتصادي السعودي خاصة فيما يتعلق بالنفط ومشتقاته. كان يومًا دُشن فيه مشروع سامرف لإنتاج الوقود النقي والمتضمن أحدث وحدات المعالجة المتقدمة التي تعمل على خفض نسبة الكبريت في منتجي البنزين والديزل إلى أدنى درجة، أي بنسبة نقاء تتجاوز 98% أو بواقع 10 أجزاء من المليون، مما يؤكد أن سامرف مصفاة رائدة في خفض انبعاثات الغازات الضارة وملوثات الهواء. وشركة مصفاة سامرف مملوكة مناصفة بين عملاقين في صناعة النفط على المستوى العالمي هما أرامكو السعودية وإكسون موبيل الأمريكية. وتعود بي الذكرى إلى منشأ هذه الشركة حين كان مسماها بمرف لاختلاف أسماء الشركاء فيها آنذاك، وكان رئيسها الأخ الصديق المهندس/ محمد الحنيطي الذي قضى نحبه وهو يرتاد الطريق الضيق آنذاك بين جدة وينبع في حادث مروري أليم قبل قرابة ربع قرن، فرحمه الله وأسكنه فسيح جنانه. هذه المشروعات وأمثالها هي جزء من تحويل المنتج الخام إلى سلعة متقدمة ذات قيمة مضافة واضحة تفوق بكثير ثمن المنتج الخام، والود لو أن كل الذي تصدره المملكة هو من هذه الشاكلة، إذ سيتضاعف العائد المادي، كما ستتولد عشرات الآلاف من الوظائف عالية الدخل، وكذا وظائف متوسطة الدخل، وتلكم جزء من آليات تنويع مصادر الدخل حتى وإن كان معتمدًا على النفط. وتُعد عمليات تكرير المنتجات النفطية صناعة متطورة تعتمد عليها اقتصاديات بعض الدول إلى حد كبير مثل سنغافورة التي تشتري النفط خامًا ثم تعيد بيعه منتجاتٍ وسلعًا مطلوبة على مستوى العالم، ومن أجل هذا الهدف الكبير قامت مدينتا ينبع والجبيل الصناعيتان بهدف توفير البنية التحتية والفوقية اللازمة لقيام مشروعات متقدمة على شاكلة سامرف وشقيقاتها، والتي يعود معظمها إلى سابك وأرامكو السعودية بالشراكة مع القطاع الخاص الوطني والأجنبي. ولكم أسعدني المشاركة في هذا الحفل الذي كان رائعًا وبهيجًا وساخنًا، وبرعاية من محافظ ينبع ومشاركة المهندس خالد الفالح رئيس أرامكو السعودية والنائب الأعلى للشريك الأجنبي. شكري لسعادة رئيس الشركة م/ محمد آل نغاش وزملائه الكرام. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :